بروفايل: خديجة بن قنة عرّابة الأكاذيب و«ما وراء الخبر»
صورة تعبيرية
«الشعوب تبقى والأنظمة تذهب، أنا مع الشعوب، وستنتصر فى النهاية»، هكذا ردت المذيعة الشهيرة خديجة بن قنة على سؤال عن توجهاتها السياسية، فى فيلم أعدّته قناة «الجزيرة» عنها، بعنوان «العرّابة». تجلس بقامة منتصبة أمام الشاشة، تقرأ الأخبار بلغة عربية سليمة، مخارج ألفاظ واضحة، قواطع بين الكلمات والجمل، نبرة صوت إذاعية مميزة، عيناها تواجهان الكاميرا بثقة، اكتسبتها عبر أكثر من 26 عاماً من العمل الإعلامى.
خديجة بن قنة، من مواليد الجزائر عام 1965، الطفلة الرابعة لـ9 أخوات، تأثرت بحب والدها للقراءة والثقافة، وقوة أمها الأمية فى التعامل مع معترك الحياة، خديجة هى الأم لـ3 أولاد، هم: «رامى ورؤيا وطلال».
تُعد من أوائل من التحقوا بالعمل فى قناة «الجزيرة» فور تأسيسها عام 1996، قضت هناك أكثر من 21 عاماً حتى الآن، تُقدم البرامج الحوارية، وتقوم بالتغطيات المتنوعة. تصف «خديجة» رحلتها الإعلامية بأنها كانت مليئة بالتحديات، فبعدما تخرجت فى معهد الإعلام بالجزائر، عملت بالإذاعة الجزائرية عام 1986، وبعدها بدأت العشرية السوداء فى الجزائر، تقول: «كل يوم كان زمايلنا صحفيين بيقتلوا، بدأنا نهرب خارج الجزائر، تركت ابنى رامى، وعمره عامين، وطلعت على سويسرا».
بداية جديدة بعيدة عن الدماء، بدأتها «خديجة» فور عملها فى إذاعة سويسرا العالمية كمذيعة أخبار ومهتمة بشئون اللاجئين العرب، عملت هناك لمدة 4 سنوات، ثم جاءها عرض العمل فى قناة «الجزيرة»، تقول عن هذا العرض: «وقتها كانت مخاطرة كبيرة أن أترك إذاعة سويسرا العالمية، وأعمل فى قناة بالخليج، لكن تابعت العرض الأول للقناة، ووافقت ووقعت العقد معهم»، يقول عنها أحمد الشيخ، رئيس تحرير غرفة الأخبار بـ«الجزيرة»: «جاءتنا خديجة بن قنة من سويسرا بعدما هربت من البطش فى الجزائر، ممشوقة القوام، وتملك نبرة صوت رخيمة إذا تحدثت، ومن النشرات الأولى أثبتت جدارتها».
قدّمت برامج سياسية مثل «ما وراء الخبر»، ودينية مثل «الشريعة والحياة»، واجتماعية مثل «للنساء فقط»، وتقول «خديجة» إن بدايتها أيضاً فى قناة «الجزيرة» لم تكن سهلة، حيث كان زميلها الرجل دائماً هو من يفتتح النشرة أو الحوار، لكن بعد فترة قصيرة، أثبتت جدارتها وتولت زمام الأمور، وأثار ظهورها أول مرة مرتدية الحجاب منذ 14 عاماً على قناة «الجزيرة» صدى إعلامياً كبيراً، حيث تم اعتبارها أول مذيعة تظهر بالحجاب على قناة عالمية.
وُضع اسم خديجة بن قنة على قائمة المطلوبين من قِبَل المخابرات العسكرية السورية عام 2012، وأيضاً من الممنوعين من دخول سوريا، بعدما أفصحت عن توجهاتها المعارضة لنظام بشار الأسد، ووصفته بـ«القاتل». كما نشرت خديجة بن قنة على صفحات التواصل الاجتماعى، صورة الفنانة السورية رغدة، والفنان دريد لحام، وكتبت عليها: «وفد فنى أثناء خروجهم من السفارة الروسية، وتقديمهم الشكر لـ(بوتين) لاحتلال سوريا وقتل الأطفال»، وردّت عليها الفنانة رغدة فى هجوم شرس، مؤكدة عبر رابط إليكترونى يوضح أن الصورة فى مناسبة قديمة وأن «خديجة» تقوم بالتزوير ونشر الأكاذيب.
علاقة مقرّبة بالشيخة موزا بنت ناصر، زوجة حاكم قطر، ربطت «خديجة» حتى تردّدت شائعات عن تولى الأخيرة إدارة شبكة «الجزيرة» بأمر من الشيخة موزا، الشائعة التى كذّبتها «خديجة» فى عدة لقاءات إعلامية، كما أعلنت صداقتها وقربها من الناشطة اليمنية توكل كرمان، وتضامنها مع مواقفها السياسية التى كان من أشهرها تقسيم اليمن.
وعن رأيها فى الإعلام العربى، تقول: «الإعلام هو ظل السياسة، وإذ كانت السياسة عوجاء، فمن المستحيل أن يكون الظل سليم»، انتقدت «خديجة» وسائل الإعلامية فى الوطن العربى، واتهمتهم بدعمهم للأنظمة السياسية الفاشية، بينما ادعت أن هامش الحرية فى قناة «الجزيرة» عالٍ جداً، وأن القناة تقوم بتغطية الأوضاع فى قطر، مثلما تقوم بتغطيتها الحيادية فى جميع الوطن العربى.