"سامبو" من "وادي النطرون": يا سيادة الرئيس .. يسقط حكم العسكر
تُرى بماذا يفكر سامبو الآن وهو في زنزانته بسجن وادى النطرون ؟ هل يذكره أو يزوره أي أحد باستثناء أفراد عائلته؟ تلك كانت بداية تدوينة للمدون محمد أبو الغيط، ذلك الطبيب الشاب الذى برع في شهور ما بعد الثورة فى توثيق أوضاع المعتقلين، وهو الوحيد الذى كتب عن "سامبو" ذلك العامل البسيط ذي الـ28 عاما، الذى يقضى حالياً سنته الأولى ضمن 5 سنوات كعقوبة عسكرية بتهمة اشتراكه فى إتلاف منشأت عامة وسرقة سلاح الخرطوش الخاصة بقوات الأمن المركزى، ضمن أحداث موقعة مسرح البالون التى تأتى ذكراها الأولى بوجود رئيس مدنى منتخب محاصر بمطالب محاكمات عادلة للمعتقلين عسكرياً.
"سامبو" هو اسم الشهرة لمحمد جاد، الذي نزل مساء الثلاثاء 28 يونيو 2011 من منزله بالشرابية ليدافع عن أهالي الشهداء الذين سمع أنهم تعرضوا للضرب والاعتداء من بلطجية ومن قوات الأمن المركزى أمام مسرح البالون "إحنا بنموت 100 مرة فى اليوم محدش حاسس بينا غير ربنا" هكذا كانت كلمات شقيقه محمود جاد الذى قرر أن يكتب نيابة عن شقيقه حكاية عامل كامل داخل سجن العسكر، جاد الأخ يقول "إن سامبو حين سمع عن اشتباكات بين أهالي الشهداء الذين كانوا معتصمين منذ أربعة أيام قبلها أمام ماسبيرو احتجاجاً على بطء المحاكمات إلى حد التواطؤ مع قوات الأمن المركزى، قرر النزول لنصرتهم فكلماته وقتها قبل النزول: العادلي والكبار معززين مكرمين في قصور طرة وأهالى الشهداء متداسين بالجزم".
محمود جاد الذى خرج ابنه الرضيع "جاد" للحياة وهو خلف أسوار وادى النطرون، كتب رسالة شفهية لأسرته من خلال الزيارات كانت حصلت عليها "الوطن".
يصرخ سامبو "أنا هنا منذ 3 يوليو 2011 والسبب صورة بأحد الجرائد حولتنى من عامل ديكور يكسب قوت يومه بالكاد لمجرم محترف ، يا حضرة القاضى الذى صدقت على حكمى بالسجن، ماذا سيكون شعورك ورد فعلك حينما ترى شبابا زى الورد يفقدون بصرهم بطلقات الخرطوش وسط ضحكات " البهوات الضباط " ، انا فعلاً انتزعت البندقية الخرطوش من الجندى بمطلع شارع محمد محمود ولكنى لم أفقأ أو أقتل أو أدهس أو أكذب أو أسرق".
شقيق سامبو يتحدث عن معاناة الأسرة الكبيرة والصغيرة، فالأسرة الكبيرة كان هو عائلها الوحيد برغم وجود 3 أشقاء إضافة لوالديه، فضلا عن زوجته وابنه الرضيع الذى لم يتجاوز عمره "شهرين"، باتوا يبحثون عن اللقمة "بالضالين" حسب وصف الأخ.
سامبو مجدداً يكتب "الأيام داخل السجن لا تمر وجلسات التأديب مستمرة داخل العنابر الانفراجية، والسب والإهانة لا تتوقف والزيارات على استحياء، وحتى تلك الكلمات أقولها بعجالة لتصل للجميع، كل ذنبى إنى ظهرت بالصورة بملابس الفقراء فإعلام الملايين يصنف البشر "بهدومهم"، أنتظر كل لحظة قبول المحكمة العسكرية لإعادة محاكمتى".
سامبو الذى سلم البندقية بعد ساعات من انتزاعها لخادم مسجد عمر مكرم، تعرفت عليه الداخلية من خلال صورته بالصحف لتقتحم منزله فى 1 يوليو 2011، يهتف من قلبه بأعلى صوت "يسقط حكم العسكر".