خبير دولى: مصر تفقد 3.5 فدان من الأراضى الزراعية كل ساعة
قال د.إسماعيل عبدالجليل، خبير «التصحر» بالأمم المتحدة، إن استمرار معدلات التعدى على الرقعة الزراعية المصرية التى لا تتجاوز 8.5 مليون فدان، مع التزايد المضطرد فى عدد السكان -يعنى تضاؤل نصيب الفرد إلى أقل من قيراطين، وهى مساحة لا تكفى لسد احتياجاته بأى حال من الأحوال، مطالبا الرئيس بأن يضع ملف التعديات على رأس اهتماماته خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح «عبدالجليل» فى تصريحات لـ«الوطن» أن تآكل الرقعة الزراعية وتزايد معدلات التصحر ينذر بتعرض مصر، فى المستقبل القريب، لأزمة غذاء «طاحنة»، ما ترصده مراكز دولية متعددة، منها «سكرتارية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» والبنك الدولى و«مركز الكوارث والمخاطر البيئية» فى جنيف.
وذكر الخبير الدولى أن «المؤتمر الدولى للتصحر» الذى سيعقد فى أغسطس المقبل بمدينة «دافوس» السويسرية، سوف يتناول ظاهرة التصحر باعتبارها إحدى أخطر الكوارث البيئية، التى لا يدركها المسئولون فى مصر، الذين ما يزالون يتناولون قضية التعدى على الأراضى الزراعية باعتبارها «مخالفات أمنية»، بينما يعتبرها العالم كارثة بيئية تهدد الأمن الغذائى العالمى.
وأضاف «عبدالجليل» أن «ما يضاعف من التأثير «الكارثى» للتصحر هو أن برنامج استصلاح الأراضى فى مصر قد توقف منذ سنوات، بعد نقل تبعية شركات الاستصلاح من وزارة الزراعة إلى وزارة الاستثمار، وبذلك تم القضاء على جيش استصلاح الأراضى القوى، وتسريح كوادره و«تكهين» معداته، ما يعنى أننا لا نملك التمويل ولا القدرات اللازمة لتعويض المساحات المفقودة بمعدل 150 ألف فدان سنويا، كما كان مخططا حتى عام 2017.
وكشف خبير «التصحر» عن أن البنك الدولى، وغيره من الجهات المانحة، أصبحت ترفض تقديم أى قروض أو مساعدات لمصر فى مجال استصلاح الأراضى، لكونها لا تملك تفسيرا لتناقض موقفنا السلبى فى مواجهة التعديات على الأرض الزراعية التى لا يمكن تعويض خصوبتها، مع سعينا -فى الوقت نفسه- لاستصلاح أراض صحراوية جديدة باستثمارات ضخمة.
ولفت «عبدالجليل» إلى «أن الولايات المتحدة تطالب مصر وغيرها من الدول ببرامج جادة للإصلاح السياسى والاقتصادى، خوفا من تعرض الدول الغنية لشرور الهجرة غير الشرعيه، باعتبارها أحد توابع التصحر، وأنها لذلك تبدى اهتماما كبيرا بالظاهرة. ومن هنا، فإن سياستنا فى مجال مكافحة التصحر، وفيما يتعلق بالاعتداء على الأرض الزراعية، لا يتم ترجمتها حاليا وفق قاموس محلى وإنما قاموس دولى، ولذا فإن على رئيس مصر الجديد أن يضع ملف التصحر على رأس قائمة أولويات العمل الوطنى، باعتباره ظاهرة تهدد البلاد بكوارث اقتصادية واجتماعية، وتهدد أمن وسلامة المجتمع الدولى أيضاً.
وحذر خبير الأمم المتحدة من أن «مصر تفقد 3.5 فدان فى الساعة من أجود الأراضى الزراعية، يتم تحويلها إلى مبان وطرق، وهو ما يعنى أن حوالى 300 ألف مصرى يفقدون سنويا مصدر غذائهم، وأن البلاد فقدت خلال الـ18 يوما الأولى من الثورة 6400 فدان».
أخبار متعلقة:
«الأمن الغذائى».. جمرة على كرسى الرئيس
التقارير الرسمية: التعديات على الأراضى الزراعية بعد الثورة 421 ألف حالة
وزير الرى الأسبق: الوضع المائى «حرج جداً».. وسياستنا فى ملف النيل «ردود أفعال»