«أحزاب وسياسيون» يدينون إطلاق «الرصاص الحى» من داخل «الإرشاد»
أدانت أحزاب وقوى سياسية، ممارسات العنف التى شهدها يوم أمس الأول، وسقط على إثرها متظاهرون محتجون، إضافة إلى إصابة العشرات، داعية الجميع للالتزام بالسلمية. واعتبر قيادات بالأحزاب، وجبهة الإنقاذ الوطنى، أن الإخوان هم من رسخوا لثقافة العنف باعتداءاتهم السابقة على المعارضين عند الاتحادية وحصارهم للمحكمة الدستورية، وغيرها من الوقائع على حد قولهم، مشددين فى الوقت نفسه على «نبذ العنف»، وضرورة ضبط النفس والالتزام بالسلمية.
وقالت جبهة الإنقاذ الوطنى، فى بيان لها بعنوان «بيان الثورة رقم 3»: «إنها تعيد التأكيد على إدانتها الكاملة لكافة ممارسات العنف التى شهدتها بعض المحافظات المصرية كأسيوط وبنى سويف وتعرض من جرائها متظاهرون سلميون لإصابات وسقط بينهم عدد من الضحايا. كما تدين الجبهة أعمال العنف التى شهدها محيط المقر الرئيسى لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم ونتج عنها سقوط ضحايا بين المواطنين المحتجين وكذلك حرق المقر وتدمير محتوياته، وهو ما ترفضه الجبهة جملة وتفصيلاً».
وأهابت الجبهة بالشعب المصرى العظيم الذى خرج إلى الشوارع والميادين بسلمية طالباً التغيير الديمقراطى والانتخابات الرئاسية المبكرة، الحفاظ على سلمية هذه الموجة الثورية العظيمة، والصمود فى الشوارع والميادين حتى تتحقق مطالبه، وطالبت أجهزة الأمن بالكشف عن هوية المسئولين عن العنف فى أسيوط وبنى سويف والقاهرة وسرعة محاسبتهم.
كما أبدى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، رفضه بكل قوة أى اعتداء على مقار الإخوان، واعتراضه بشدة على اعتداءات مقر الإرشاد بالمقطم، وذكر فى بيان أصدره، أمس: «نحن واثقون من أن شباب الثورة والأحزاب هم شباب سلمى لا يمكن أن يقوم بالاعتداء على الآخرين، وأن تلك الأعمال مرفوضة وإن كانت تعكس غضباً شعبياً عارماً».
وقال أحمد بهاء الدين شعبان، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، والقيادى بجبهة الإنقاذ: «من حيث المبدأ دعونا وأصررنا وطالبنا باستمرار أن تكون كل التحركات سلمية، وألا نُستفز ونستجيب لعدوانهم حتى نحافظ على الشكل المبهر لثورتنا ولا نسمح لهم بتشويهها والتشويش على ضعف شعبيتها».
واستدرك «شعبان» قائلاً: «ثقافة حرق المقار والعنف المسئول عنها الإخوان، فهم فى الماضى خططوا لاقتحام السجون وأقسام الشرطة، ولم يتركوا مناسبة إلا وهددوا معارضيهم بالعنف سواء عند المحكمة الدستورية أو مدينة الإنتاج الإعلامى، فضلاً عن عمليات التهديد والوعيد التى تصدر من جانبهم، وكلام عاصم عبدالماجد وكلام طارق الزمر، وغيرهما ممن أعلنوا صراحة أنهم سيهدرون دماء المعارضين وسيسحقون المظاهرات السلمية، وهو ما جعل الأمر ملتهباً وقابلاً للاشتعال»، مشيراً إلى أن كافة الاعتداءات التى حدثت أمام مقار تنظيم الإخوان، بدأت من الطرف الإخوانى، ومنها الاعتداءات التى شهدها محيط مكتب الإرشاد، التى بدأت بإطلاق «رصاص حى» على المتظاهرين، وهو ما أدى لاستفزازهم، وإثارة الغضب بشكل عارم، مديناً إطلاق الرصاص من داخل المقر الرئيسى لتنظيم الإخوان، قائلاً: «من أين أتوا بهذا السلاح، وكيف يصبح مقرهم العام مخزناً للرصاص بهذا الشكل».
وأهاب التيار الشعبى المصرى بـ«شعب مصر الثائر فى الميادين ألا ينجر إلى أى استفزازات، وألا يسمح لأى شخص أو جهة بالعبث بالسلمية التى ترسخت معانيها فى الشوارع والميادين والتى برهنت على قدرة المصريين المؤمنين بالله والثورة، على تجاوز كل تهديد بالعنف، وتجاهل محاولات تقسيم المصريين».
وشدد «التيار» على أن مسئولية حماية المتظاهرين السلميين تقع بكاملها على عاتق السلطة الحالية ومؤسسات الدولة الأمنية والسيادية، ويطالبها جميعاً بالتزامها بالانحياز لإرادة الشعب وشرعيته، فهو مصدر كل السلطات.
من جانبه، أكد حزب مصر القوية، برئاسة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، أن دماء كل المصريين حرام، وأن حرمة الدماء أغلى عند الله من أى مبنى أو مقر، محذراً من الاقتراب إلى «احتراب أهلى» يحرق الأخضر واليابس بما يمهد لعودة مصر إلى الوراء. وطالب الحزب كافة القوى السياسية بإدانة كل أعمال العنف بشكل واضح، وأن يرفعوا عنها أى غطاء سياسى.
وأكد «مصر القوية» فى بيان أصدره، الاعتداء على مقرات الإخوان المسلمين وحزبهم، معتبراً أن المشاركين فى تلك الأفعال «مجرمون ومستحقون للعقاب الرادع». كما طالب الرئيس محمد مرسى، بالمبادرة بنزع فتيل الأزمة وإدراك الواقع المرير الذى تعيشه مصر وحالة الغضب الشعبى، وتقديم استقالته وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقناً للدماء وحفاظاً على مصرنا العزيزة.