محمد الراوي.. رحيل شيخ المفسرين
الشيخ محمد الراوي
بعمامة بيضاء وجلباب أزهري ونظارة بنيه اللون لا تفارق عينيه، وعصاً يتكئ عليها ومن حوله يجلس طلابه في دائرة مستديرة ينهلون من علم التفسير الذي يبرع فيه.
الدكتور محمد محمد الراوي، إمام المفسرين وشيخهم، عضو هيئة كباء العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، ولد في قرية "ريفا" محافظة أسيوط غرة فبراير 1928م، ودرس وتخرج في جامعة الأزهر الشريف، وعين رئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
حفظ الشيخ الراحل القرآن الكريم في سن 13 عاما في بقريته، وكانت المعاهد الأزهرية آنذاك لا تقبل الطالب في السنة الأولى إلا بحفظ القرآن الكريم كله، ويبقى الطالب في المعهد 9 سنوات، 4 سنوات في القسم الابتدائي و5 سنوات في القسم الثانوي، وبعد حصوله على شهادة الثانوية الأزهرية بتفوق تقدم إلى كلية اللغة العربية، إلا أنه تحول منها إلى كلية أصول الدين بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة العالمية مع تخصص التدريس من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر عام 1956م.
ذكر الشيخ الجليل سبب هذا التحول في لقاء سابق له فقال «أحببت أصول الدين بسبب القرآن الكريم ودخلت بعد تفوقي في الثانوية الأزهرية كلية اللغة العربية فقمت بسحب أوراقي منها لكي ألتحق بأصول الدين فذهل الناس لأن اللغة العربية كانت مطلوبة في ذلك الوقت، ولأن الدارسين بها يعملون في المدارس والمعاهد مباشرة بعد التخرج، لكن حبي الشديد للقرآن ودراسته جعلني أؤثره على كل شيء، وأرى فيه متعتي غير العادية منذ الطفولة».
عمل الشيخ بعد تخرجه بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف، ثم أصبح مفتشا عاما في مراقبة الشؤون الدينية بعد مسابقة عامة لجميع المفتشين كان ترتيبه الأول على الناجحين، نقل بعدها إلى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعمل بالمكتب الفني بالمجمع، وابتعث من قبل الأزهر الشريف إلى نيجيريا لتدريس اللغة العربية وعلوم القرآن، وطلب لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وانتقل إليها بداية من العام الدراسي 1390-1391هـ واستمر بها مدة تزيد على خمس وعشرين سنة.
تعد أبرز مؤلفات الدكتور الراوي الدعوة الإسلامية دعوة عالمية، وكلمة الحق في القرآن الكريم، وحديث القرآن عن القرآن، والقرآن الكريم والحضارة المعاصرة، والقرآن والإنسان، والرسول في القرآن الكريم، والرضا، ومنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، و"كان خلقه القرآن"، و"المرأة في القرآن الكريم".