بروفايل: الخطيب.. صانع السعادة
بروفايل الخطيب
السعادة تغمر ملامحه، عينه الباقية تلمع فى فرحة «إيه ده.. كابتن محمود» قالها فى لهفة، وارتمى فى أحضانه، هذا كان حال الطفل المريض «بيجاد صلاح»، حينما استقبل محمود الخطيب على أبواب المستشفى، ليحقق له حلم حياته، فى لقاء أحد ألمع لاعبى ناديه المفضل، قبل أن يرحل بعد صراع مع السرطان، ليعود ويلتقيه «بيبو» مرة أخرى، ولكن «جثمان» فى طريقه لمثواه الأخير.
لم يتوان «بيبو» كما يحلو لجماهير الأهلى أن تناديه، عن التوجه لمستشفى 57357، للقاء الطفل «بيجاد»، بعدما علم بحلمه فى لقائه، برفق ربت على كتفه، وتوجها معاً نحو أحد المقاعد ليجلس إلى جواره، ألبسه قبعة تحمل شعار النادى الأهلى، وأهداه قميص النادى الرسمى، وأسارير الطفل منفرجة، ولا يتوقف على توجيه الشكر له، ليختتم «الخطيب» ذلك الإعلان الترويجى بكلمات عن ضرورة المساعدة فى نشر الفرحة على وجوه الأطفال: «فرحهم بطريقتك»، ليتحول «بيبو» إلى صانع للسعادة.
حقق «الخطيب» لذلك الطفل الذى دخل المستشفى فى أبريل الماضى فى حالة ميئوس منها، أمنيته الأخيرة، حيث كان يعانى من سرطان يسمى «الميلانوما»، وهو من أخطر أنواع السرطانات، وصل للمرحلة الرابعة من الإصابة.
«الخطيب»، المولود فى قرية قرقيرة مركز أجا بمحافظة الدقهلية عام 1954، وحصل مع النادى الأهلى على عشرين بطولة، كان فى وداع الطفل «بيجاد» أمام المقابر، ليشارك فى تشييع جثمانه من مسجد السويدى فى التجمع الخامس وجنازته بجانب أسرته، حتى إن الأسرة نفسها طلبت منه ومن المستشفى عدم إيقاف إعلان الخطيب مع الطفل الراحل، ليظل صدقة جارية على روحه، كلما شارك هذا الإعلان فى جمع تبرعات للمستشفى.
«بيبو»، الذى حصل على جائزة أحسن لاعب فى الوطن العربى، وأحسن لاعب فى مصر خمس مرات، وأحسن لاعب فى القرن العشرين حسب تصنيف الاتحاد الدولى، على الدوام مشارك فى الأعمال الإنسانية، حيث ظهر فى العديد من الأنشطة الترويجية لدعم القرى الفقيرة، والمناطق النائية، بجانب أنه ساهم مادياً فى تأسيس عدد من ملاعب كرة القدم فى المناطق المحرومة، كما شارك فى تطوير منازل بعض قرى الصعيد، ولم تكن تلك الزيارة الأولى للخطيب لمستشفى 57357، بل إن له وقفاً خيرياً باسمه داخل أحد أجنحة المستشفى.