مع كل حزن عظيم يظهر كتاب، تقريبا هذا رزقي من الحياة، سأحكي هنا عن كتابين تأليف جان رينوار الأول باسم رينوار أبي، ولم أكن أعلم من هو هذا الرينوار؟ أو المؤلف نفسه فبدأت القراءة لاغوص مع طفل صغير يعشق الرسم والتلوين فقير جدا، عمل مع ورشة لصناعة الأطباق الملونة واتقن تقنية تلوين خاصة طورها لرسم الأمبراطورة ماري إنطونيت، فزاد مرتبه حتى أصبح كأنه شريك في الورشة.
ليتحول إلى الرسم بشكل كامل، باختصار قصة نجاح لكن ماهمني هنا الكتابة الحقيقية أو الصدق الفني في نقل الحياة بكلمات جان الأبن، وتركيزه على مدى بساطة الأب ومخاوفه والرسم الذي عشقه حتى مع زحف الشغل في آواخر حياته لدرجة ربطهم الفرش في يده.
وأذكر عبارة مع بداية الرسم تبدو خطوطا غير واثقة، ثم ينطلق فجأة ويظهر رينوار الأول فتيا عفيا، وبداية تكوين الحركة الانطباعية وكيف كان رد الفعل من الناس؟ تفاصيل تغوص فيها تحول رينوار لصديق جميل خيالي لي.
هذا التصوير الصادق بكلمات معدودة جذبني، واعتقدت بوجود مؤلفات أخرى لهذا المؤلف الرائع لتكتشف كتابه الثاني جان رينوار حياته وأفلامه، أنه صانع سينما، وليس مجرد مخرج عادي، فهو صانع للعديد من الأفلام الصامتة التي يحكي عنها في أجزاء كبيرة في كتابه الثاني، وأيضا صنع أفلاما أخرى ناطقة، فابدء البحث عن أفلامه، لا لا اتقن الفرنسية، لكنها أفلاما صامتة، لاكتشف كادراته تقترب من اللوحة التشكيلية.
بحثت عن لوحات الأب لتكتشف أني أعرف معظمها لكني لم أعرف رينوار نفسه إلا من الكتاب السابق، ففي نظري رغم أن جان رينوار من أقل المؤلفين كتابة لكنه أكثرهم صدقا وجمال.