"جابر طايع": نحتاج لفهم الدين لمواجهة من يبثون الفرقة بين المسلمين
الشيخ جابر طايع - رئيس القطاع الديني بالأوقاف
قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إننا نحتاج لفهم الدين لمواجهة من يبثون الفرقة بين المسلمين، والذين يعملون ليل نهار على تمزيق المجتمع.
ونبه طايع خلال كلمته بملتقي الحسين إلى أن العمل التطوعي دليل على الإيجابية التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، والتي تعني الشعور بالمسئولية والمشاركة الفاعلة في المجتمع بالتوجيه والإصلاح والارتقاء بالفرد والوطن، ومن ثم يتحقق فيه قول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ، فالمُجتمع القوي هو ما يكون كالبنيان الواحد في ترابُطه وتعاونه، كما يقول النبي: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجســد بالسهر والحمى). فعند الشدائد تظهر معادن الرجال، ونحن في حاجة إلى التعاون والتكافل والتكامل والعمل التطوعي أكثر من أي وقت مضى.
وأكد أن العمل التطوعي يرفع عن الناس تعب الحياة ويفرج كربهم، يقول نبينا: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ…)، مشيرا إلى أن العمل التطوعي لا يقتصـر علـى التطـوع بالمال وحده، وإنما يتعـدى إلى مجـالات متنوعة ، منها : السعي على الضعفاء والمحتاجين كالأرامل والمساكين واليتامى وغيرهم، يقول النَّبِيُّ : (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْل الصَّائِمِ النَّهَار). ومنها: المنافسة في الخيرات ، ولو تأملنا حياة الصحابة الكرام لوجدناها زاخرة بالبذل والعطاء وفعل الخير والتضحية في سبيل الله، بل إنهم ضربوا أروع الأمثلة في ذلك ، فقد كانوا يسارعون ويتنافسون في هذا المجال .
وأشار إلى أن الإسهام في خدمة المجتمع بالعمل التطوعي وخاصة وقت الأزمات والشدائد والمحن له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى ، حيث وعد سبحانه وتعالى أهل الإيمان المسارعين إلى فعل الخيرات بجنة عرضها السموات والأرض، وبهذا يحقق العمل التطوعي التكافل والتكامل بين أفراد المجتمع ، ومن ثمَّ فلا ينبغي أن يتوانى الإنسان في العمل التطوعي وفي فعل الخير الذي يعود بالنفع على الناس ، بل ولا يحتقر أي صنيع من صنائع المعروف حتى ولو كان قليلا أو صغيرًا فله فيه أجر ، يقول: (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ).
وأكدأن العمل التطوعي ينبع من الحس الإيماني ، فقد قال : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ، وقد رأينا في رمضان مسارعة الناس إلى فعل الخير والإنفاق في كل وجوه المعروف لسد حاجة الفقراء دون تنسيق من دولة أو مؤسسة بل عمل خيري تطوعي ، لذا كان مصر عصية على أن يشتت شملها أو أن يفرق نسيجها الوطني لما بها من ترابط وتآخي بين طوائف المجتمع.