زراعة «الذهب الأبيض» تقصم ظهور الفلاحين
القطن المصري
يعد القطن المصرى من المحاصيل الاستراتيجية المهمة للاقتصاد القومى والفلاحين، حيث يعمل أكثر من 5 ملايين مصرى فى مجالات زراعته وصناعته وتجارته وحلجه وغيرها من الأنشطة والصناعات المرتبطة والمكملة لصناعات القطن، ووصل إنتاج مصر من الأقطان الطويلة والطويلة الممتازة والتى تجاوزت 50% من إنتاج العالم فى العقود الأخيرة من القرن الماضى، لكنها تراجعت حالياً وأصبحت تقترب من 20% من الإنتاج العالمى.
ومؤخراً وضعت الدولة استراتيجية للنهوض بالقطن المصرى، لكنها لم تضع فى الحسبان الوقوف بجوار الفلاحين، الذين أكدوا أن هناك ارتفاعاً فى تكاليف الإنتاج، وعلى رأسها الأسمدة التى وصل سعر الشكارة المدعمة منها إلى 150 جنيهاً، ووصل السعر فى الأسواق الحرة إلى 220 جنيهاً، وارتفعت أيضاً أسعار المبيدات التى تحتاجها زراعة القطن أسبوعياً للقضاء على الآفات والحشرات التى تضر المحصول، كما ارتفع سعر صفيحة السولار إلى 75 جنيهاً، ومن المتوقع أن تصل يومية عامل جنى القطن إلى 70 جنيهاً هذا العام، ما يكبد الفلاحين خسائر كبيرة وصفوها بـ«خراب البيوت»، وطالب الفلاحون الدولة بسرعة ابتكار آلة لجنى محصول القطن، خصوصاً أن تكلفة الجنى تتعدى 60% من التكاليف الأخرى.
الدولة وضعت استراتيجية للنهوض بالقطن.. والمزارعون يتطلعون لدعمهم
وأكد الفلاحون أنهم ينتظرون جنى محصول القطن هذا الموسم بفارغ الصبر، خصوصاً أن عليهم مديونيات كبيرة يرغبون فى تسديدها، لكن ارتفاع أسعار الجنى قد تضطرهم إلى ترك محصولهم فى الأرض، أو تكرار ما حدث للمحصول قبل عامين حيث قام أحد المزارعين فى محافظة الشرقية بحرق الأرض بالقطن.