شارع 10.. هنا يسكن الحزن وشهداء المقطم
عقدوا العزم على تغيير اسمه من «شارع 10» إلى «الشهداء»، فسقوط 9 قتلى من أبنائهم فى موقعة مكتب الإرشاد، برصاص قناصة النظام السابق فى 30 يونيو، كانت طريق الشهادة، الذى عبر عليه الثوار لنزع الشوكة الأكبر للتنظيم الإرهابى، الذى حكم مصر عاما كاملا، أبى إلا أن ينتهى بالدم كما بدأ.
لكن فرحة إسقاط النظام، وحبس بعض قيادات القتلة من جماعة الإخوان، لم تنجح فى إزالة كل الحزن من بيوت ضحايا الزلزال، الذين سكنوا المقطم، فى مساكن عرفت باسم نكبتهم الأولى عام 92، بعد غياب الأحبة، فى ظل مستقبل غامض يلوح لهم.
جالساً على مائدة إفطار جماعى، دعت إليها مجموعة من النشطاء، أمام حطام مكتب الإرشاد، يتذكر والد عبدالرحمن كارم، الضحية الأولى للأحداث، ابنه الذى لم يتجاوز 26 عاماً، قائلاً «كان زى النسمة، دايما السند بتاعى وبيحب أخوه وأخته، وعمره ما كان ليه فى السياسة، ولا المظاهرات»، مؤكداً أن ابنه كان عائداً من العمل، واتجه إلى محيط مكتب الإرشاد، لإثناء أخيه الصغير عن التظاهر، فتلقى رصاصة حية فى أعلى صدره، أردته قتيلاً، مضيفا: إذا كان الإخوان رحلوا من السلطة بلا عودة فمن سيأتى لى بحق ابنى، ومن يضمن لى ألا يتحول اسم «عبدالرحمن» إلى «تجارة بين الجميع» دون قصاص من الجانى الحقيقى.
محمد عادل، صديق الشهيد المقرب، يتعهد «من يوم الأحداث مفيش إخوانى يقدر يظهر فى المنطقة، ولغاية حق اللى مات ما يرجع مش هيعتبوا المقطم».
تعزى أسرة السنارى نفسها بأنها من «المَضحين من أجل مصر»، فالأب الذى فقد 3 من أبنائه خلال عامين ونصف، ما بين ضحية لرصاصة طائشة للصوص اخترقوا لجنة شعبية أثناء ثورة يناير، وعبدالله الذى استشهد بطلقات بالرقبة والرأس أمام مكتب الإرشاد فى يونيو، بينما كان يهتف «يسقط حكم المرشد»، ويقول الأب «ابنى كان سواق، وكان بيصرف علينا، دلوقتى، إحنا على باب الله من بعده، ولا إحنا عارفين حتى إزاى هنجيب حقه من اللى قتلوه»، مضيفا أن ابنه كان جالساً بالمنزل ونزل بعد توارد أنباء حول سقوط مصابين بين أصدقائه ليتلقى رصاصتين بالرقبة والرأس من نوافذ الإرشاد. الأب على يقين بأن الثلاثى «محمد مرسى، وخيرت الشاطر، ومحمد بديع» وراء مقتل ابنه، عاقداً العزم على القصاص للابن حتى «القرش الأخير فى جيبه».
اخبار متعلقة
المنيل .. فى انتظار «هجوم جديد» من معتصمى «النهضة»
«سالم».. منقذ الحرائر الذى غدر به الإخوان فى «عبدالمنعم رياض»
إفطار على «مائدة الحزن» فى بيوت الشهداء
بين السرايات.. شوارع صاخبة حولتها «الجماعة» لمدينة أشباح