«سالم».. منقذ الحرائر الذى غدر به الإخوان فى «عبدالمنعم رياض»
المنصة لا تتوقف عن مُطالبة المعتصمين والمتظاهرين بالدعاء له، صوره تحتل المواقع الرئيسية بالميدان ممزوجة بالآيات القرآنية، أحاديث اللجان الشعبية تتذكر دائماً مواقفه البطولية فى الدفاع عن التحرير، وصد هجمات «الداخلية» و«الإخوان»، الشهيد سالم مديح آخر ضحايا موقعة عبدالمنعم رياض 5 يوليو، بعد اشتباكات عنيفة مع أنصار المعزول، اخترق طلق نارى كبده وخرج من ظهره، ليتركه بين الحياة والموت فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، لمدة 9 أيام، قبل أن يلتحق بالشهداء العشرة الذين سبقوه إلى السماء فى تلك الموقعة.
«مفيش حد فى الميدان ميعرفش أو ميفتكرش سالم غير بكل خير». يحكى الناشط حمادة المصرى، عن صديقه ورفيق عامين ونصف من الثورة، قائلا: كان أحد أبرز الجنود المجهولين، الذين وُجدوا بشكل دائم خلال أى فعاليات جماهيرية، سواء بالإشراف والترتيب على أوضاع اللجان الشعبية لتأمين الميدان، أو بتكفله بأوضاع إعاشة المعتصمين، وصولاً لتصدره الصفوف الأولى فى أى اشتباكات مع الشرطة أو عناصر تنظيم الإخوان، موضحاً أن ميدان التحرير كان بالنسبة لـ«مديح» هو المنزل، ورفاقه من المعتصمين والثوار هم الأهل والأحباب.
«المصرى» يتذكر دور «مديح» فى حماية الصحفية الهولندية التى تعرضت للتحرش والاعتداء فى تظاهرات جمعة 28 يونيو، «سالم لم يهتم بكثافة أعداد المتحرشين فارتمى بجسده عليها ونجح فى إخراجها من وسط دائرة المتحرشين، وقام بتسليمها لسيارة الإسعاف، وستر جسمها العارى بقميصه، ما ترتب عليه إصابته إصابات بالغة، إذ تعرضت قدمه اليمنى للكسر، وأصيب بجروح قطعية فى كل جسده»، مؤكداً أنه هو الذى طلب ألا يُكشف عن شخصيته للإعلام بعد تلك الواقعة، ولكننا الآن نعيد الحق لأصحابه.
وقائع الجمعة 5 يوليو، توقعها سالم قبل 24 ساعة من حدوثها، حسب والدته السيدة فردوس على، إذ تقول «ابنى قال لى نفسى أموت فى الميدان يا ماما»، وتتذكر وقائع المكالمة الهاتفية الأخيرة مساء الجمعة، بعدما طالبته بالعودة للمنزل فى عابدين، خوفاً من تصاعد حدة الاشتباكات، وبعدها بساعات علمت نبأ إصابته لتُسرع مُتجهة إلى مستشفى قصر العينى، الأيام الأولى لسالم مديح فى المستشفى كانت تؤكد أن الأمر بسيط، وأن حالته الصحية تتحسن، حسب رواية الأم، لكن الأمور أصبحت أكثر سوءاً بعد تزايد النزيف، بالرغم من خضوعه لـ 3 عمليات جراحية لوقف النزيف، مُختتمة «ابنى انضرب بعد ما محمد بديع مرشد الإخوان طلع فى رابعة العدوية وقال هنرجع مرسى بالدم، دم ابنى فدا البلد بس أنا مش هرجع من الميدان اللى لما بلدنا ترجع لينا بجد».
اخبار متعلقة
المنيل .. فى انتظار «هجوم جديد» من معتصمى «النهضة»
شارع 10.. هنا يسكن الحزن وشهداء المقطم
إفطار على «مائدة الحزن» فى بيوت الشهداء
بين السرايات.. شوارع صاخبة حولتها «الجماعة» لمدينة أشباح