غلاء الوقود يجبر المواطنين على الاقتصاد فى «تموين» السيارات.. «التوفير شعار المرحلة»
صورة أرشيفية
تباينت طرق المواطنين وحيلهم للتعايش مع غلاء أسعار الوقود، ليقرر بعضهم ترشيد استهلاكه من البنزين، متمثلاً فى الكميات، بينما قرر آخرون الاستغناء عن الجودة، واستبدال بنزين 80 بـ92، فيما أكد مديرو محطات الوقود أن نسبة السحب بعد آخر زيادة لأسعار الوقود قلَّت بشكل ملحوظ.
يقول وليد سيد، البالغ من العمر 34 عاماً، مدير بإحدى محطات الوقود، بمنطقة طناش، بمحافظة الجيزة: «أى حد بيدخل يموّن بيحط 20 أو 25 لتر بالكتير، ما بقاش حد يفول كامل»، مؤكداً أن نسبة السحب على البنزين أو السولار قلَّت 30% بعد آخر زيادة لأسعار الوقود.
«أحمد»: «باروح الشغل مواصلات».. و«البسطاوى»: «بجمّع مشاويرى مرة واحدة».. و«أيمن»: «محدش بيفوّل عربيته والغالبية بتبحث عن بنزين 80»
ويتابع مدير محطة الوقود مستنكراً: «تفويلة العربية الصينى، أو الميكروباص الصينى الذى يعمل ببنزين 80، والذى كان فى السابق يعتبر حلاً اقتصادياً بديلاً عن الميكروباص الذى يعمل بالسولار بـ250 جنيهاً، مين سواق فى الدنيا بيحط بـ250 جنيه بنزين»، مؤكداً أنه من الصعب أن يملأ السائق خزان وقود سيارته بعد ارتفاع الأسعار مؤخراً.
لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لأيمن سليم، 48 عاماً، مدير بإحدى محطات الوقود بحى الدقى، حيث يقول: «كل الناس بتحط 5 لتر أو 10 لتر، بطّل حد يفوّل زى الأول»، موضحاً أن نسبة المواطنين الذين يقومون بملء خزان الوقود «تفويلة» أصبحت لا تتعدى الـ1%
فى حى الدقى يجلس أحمد البسطامى داخل سيارته الملاكى المركونة أمام منزله بشارع إيران، ويقول: «بموّن أقل من الأول، لأن زيادة الأسعار أثّرت علينا كلنا»، موضحاً أنه أصبح بعد الزيادات الجديدة يموّن سيارته كل 12 يوماً، بدلاً من كل أسبوع، كما كان معتاداً، مؤكداً أن معاشه لا يكفى احتياجاته فى الوقت الحالى، وبالتالى تقليل استهلاكه من الوقود بات أمراً حتمياً.
ويضيف الرجل الثمانينى، قائلاً: «بركنها وأقعد جنبها، بقيت أقلل من مشاويرى على أد ما أقدر»، موضحاً أنه أصبح لا يخرج إلا للضرورة ليوفر من استهلاك بنزين سيارته، مؤكداً أنه حاول الاعتماد على المواصلات العامة والمترو، لكن محاولته باءت بالفشل لكبر سِنه.
وينهى أحمد البسطامى حديثه قائلاً: «البنزين ما غليش إلا على الغلابة»، موضحاً أن أكبر نسبة زيادة هى على «بنزين 80»، بنزين الطبقة الضعيفة أو أقل من المتوسطة، على حد قوله.
أما أحمد رمزى، 38 عاماً، مقيم بقرية بهرمس بالجيزة، موظف ببنك التعمير والإسكان، فيقول: «بقيت أروح الشغل مواصلات»، موضحاً أنه تخلّى عن ذهابه لشغله يومياً بالسيارة، وأصبح يذهب يومين مستقلاً المواصلات العامة، ليخفف عن نفسه عبء مصاريف البنزين. ويضيف «رمزى»: «بقيت أحط لعربيتى بنزين 80، أجيب فلوس منين لـ92، مع إنى عارف إنه هيبوّظها، بس مضطر هنعمل إيه؟».
أما أزمة سائقى التاكسي فقد لخّصها حمدى أحمد قائلاً: «بقيت أرشّد استهلاكى، أقف شوية، وأمشى شوية، طول ما أنا مش معايا زبون بقف على قد ما أقدر» وفى موقف بولاق الدكرور، يقف كريم محمد،32 عاماً، أحد سائقى الميكروباصات ينتظر دوره لتحميل الركاب، يقول: «بقيت أقسمهم علشان أسهل على نفسى، معيش أموّن بـ200 جنيه فى اليوم، بحط بـ100 جنيه الصبح، وآخر النهار بـ100»، موضحاً عدم قدرته مصاريف سيارته التى تزيد يوماً بعد يوم.
ويتابع «كريم» قائلاً: «بقلل من سرعة العربية، وأقفل على البنزين جامد، مع إنى عارف إن ده غلط على الموتور وبيهلكه، بس هعمل إيه، علشان يوفر معايا فى البنزين شوية».
ولم يسلم سائقو «التوك توك» من تلك الأزمة، حيث يقول محمد سعد، 29 عاماً: «ساعات كتير بجيب التوك توك زقّ لحد البنزينة، بحط 3 لتر بس، وبعدين تفرج»، موضحاً أنه كان يموّن 10 لترات قبل زيادة الأسعار.