• الفنان الحقيقي هو من يستطيع أن يصل بمشاعره وإحساسه بالدور لقلوب ووجدان الناس، ويظل دورة محفورًا بقلوبهم مهما مرت السنين، وعادة يلقى الفنان الحقيقي احتراما كبيرا من الجمهور، ليس من الضروري أن يكون الفنان الحقيقي المحبوب من الجمهور صاحب شكل جمالي رائع ومقاييس جمالية عالية، فقط يكفيه أن يكون صاحب موهبة عظيمة، ولأنها الحياة، ولأنها ليست عادلة بما فيه الكفاية، فمن الممكن أن نرى كثيرًا فنان تعشقة الجماهير لكن شركات الإنتاج والإعلام والصحافة لا تعطية نفس الاهتمام لأسباب مختلفة، وأهمها اعتقادهم بأن النجم صاحب العمل أو البطل لابد أن يكون وسيمًا!
• الفنان الرائع نبيل الحلفاوي هو أكثر فنان ينطبق عليه مقوله "أكثر الفنانين موهبة وأقلهم حظًا"، يتمتع النجم العملاق بموهبة عظيمة، ورغم مشوارة الطويل الممتد بين الأجيال، ورغم عدم إتاحة الفرصة أمامة للقيام بالبطولات المطلقة في الأفلام والمسلسلات من بين أبناء جيله، كنور الشريف ويحى الفخراني، إلا أنه استطاع أن يحجز لنفسه مكانه خاصة في قلوب الناس، ومن أهم أعماله المحفورة في وجدان الجمهور "فيلم الطريق إلى إيلات، مسلسل رأفت الهجان، ومسلسل زيزينيا"، إلا أنه اختفى فترة و عاد إلينا في آخر عامين بأدوار رائعة وذات معنى وقيمة، كدوره في مسلسل "ونوس" مع النجم يحي الفخراني، أو دوره هذا العام في مسلسل "لأعلى سعر" مع النجمة نيلي كريم، بدور الأب الفنان، دور يحمل العديد من المشاعر والرسائل.
• ومن الفنانيين الشباب أصحاب الموهبة العالية اللذين يحظوا باحترام الناس رغم أنهم ليسوا أصحاب البطولة المطلقة داخل العمل، الفنان محمد ممدوح الشهير بتايسون، فقد استطاع هذا الفنان الموهوب بمشهد واحد أن يأسر قلوب المشاهدين في مسلسل "جراند اوتيل" الذي تم عرضة عام 2016، وقد حصل مشهد تايسون على أكثر من مليون مشاهدة على اليوتيوب، وأصبح المشهد من أهم معالم الدراما في رمضان، وأيضًا له دور مهم في مسلسل "طريقي"، وفيلم "أولاد رزق"، وانتظرنا هذا العام بعد نجاحه الساحق أن يحصل على فرصة البطولة المطلقة، لكنه فضَل أن يظهر في مسلسل جماعي لرواية مهمة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.. تايسون استطاع هذا العام أيضًا أن يلفت انتباه الجمهور والنقاد، ولكننا ما زلنا ننتظر منه الأكثر، وننتظر من شركات الإنتاج أن تعطية أدوار البطولة لتتيح له الفرصة أن يبرز موهبتة أكثر.
• كبر السن في عالم الفن لا يشكل عائقا طالما الموهبة عظيمة وكبيرة، هذه المقولة تنطبق على الممثل المخضرم سيد رجب،، فنان عظيم بدأ مشوارة من المسرح التجريبي والحر، وقدم العديد من العروض داخل مصر وخارجها، لكنه لفت انتباه الجمهور لموهبته من خلال السينما والتليفزيون، ومن أهم محطاته دوره في فيلم "أولاد رزق" وأدواره في عام 2013 في مسلسلات "فرعون، أسيا، موجة حارة"، وفي رمضان 2016 أيضًا كان له وجود بارز في دور عظيم داخل مسلسل "فوق مستوى الشبهات" فقد اتقن دوره بكل براعة، الفنان سيد رجب له طابع خاص جدا يجعل دائما صاحب نكهة مختلفة داخل العمل، وهذا العام أطل علينا بمسلسل "رمضان كريم" مع روبي، وظهر لنا بشخصية مختلفة على الشاشة عن ما قدمه من قبل، واتقنها كالمعتاد منه.
ولكننا مازلنا نتساءل لماذا لم يحظى هذا الفنان بالبطولة المطلقة حتى الآن؟
• اذا استطعنا أن نقول أن هناك فنان خلق لدور الأب، وأنه الدور الذهبي لهذا الفنان، فلابد أن نذكر الفنان الكبير والقدير عبد الرحمن أبو زهرة، فهو يعتبر من أبرز الذين قدموا دور الأب في الدراما أو السينما، بدأ مشواره الفني عام 1959 في أول عمل مسرحي له "عودة الشباب" لتوفيق الحكيم، وعلى مدار تاريخه برز الفنان القدير في دور الأب، فهو يجعل المشاهد يشعر بدفء وقرب شديد منه، لبساطته وطريقة تأديته للدور، لا أعلم ما هو السر في أن أكثر أدوار الفنان عبد الرحمن محاكاة لوجداني هو دور الأب للنجمة ليلى علوي، أشعر بانسجام كبير بينهما، وطريقة الحوار بينهما تشعر المشاهد بدفء العلاقة، خاصة في مسلسل "فرح ليلي" عام 2013، للفنان القدير له طابع خاص في التمثيل أهمها العفوية وعدم التكلف، مما يجعله قريبا من المشاهد، وهو أكبر دليل على أن النجم الحقيقي هو من يسكن في قلوب الناس.