نصر حامد أبو زيد.. رجل "التفكير في زمن التكفير"
كانت لحظة تجردت فيها مصر من مدنيتها وحضارتها، واستعارت ثوب الفاشية الدينية من أوروبا العصور الوسطى، حين صدر الحكم على نصر حامد أبو زيد بتفرقته عن زوجته لأنه "خارج عن الملة"، ولا يجوز لمثله الحياه مع مسلمة.
كان يمكن لنصر حامد أبو زيد أن يقصر كتاباته على الدراسات العلمية في فقه اللغة والتأويل، فيستعصي فهمها إلا على المتخصصين ودارسي فقه اللغة والتأويل.
إلا أنه أبى أن يترك المنابر لشيوخ النفاق، يلبسون الحق بالباطل، ويؤسسون لكهنوت قائم على السمع والطاعة، يهدد الهوية المدنية لمصر.
خاض الرجل معاركه بشجاعة ونبل، وكتب "التفكير في زمن التكفير"، أكثر كتبه سهولة وبعدا عن المصطلحات اللغوية المعقدة، لينقض بكتاباته أوهام إمكانية إحياء الخلافة الإسلامية، ويفند مزاعم "الحاكمية" والمرجعية الإلهية للحاكم.
يثبت أبو زيد بالدلائل العقلية أن ما الحكم إلا للبشر، حتى لو استعان الحاكم بفقهاء السلطان لتبرير أحكامه، وإسنادها بآيات القرآن والأحاديث، يظل الحكم ناتجا عن عقل بشري قاصر، فسر النصوص المقدسة طبقا لظروف التاريخ، وأحكام الدنيا. تبقى القدسية للنص، ويبقى احتمال الخطأ لكل تفسير أو تأويل بشري مبنيا عليه، مهما بلغ قائله من علم أو شهرة أو منصب.
هذه الفرضية التي تنسف الأساس الفكري لأنصار الدولة الدينية، كانت السبب الرئيسي لانطلاق حملة تشويه شعواء على كتابات الرجل وشخصه.
مشهد المفكر المسافر إلى المنفى، ومشايخ الإرهاب الفكري تشاهده بجزل وشماتة ستظل تذكرنا بمسيرة من ضحوا في سبيل الحرية والمدنية. واليوم، في ذكرى وفاة المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد، نستعرض مشروعه الفكري من خلال حوار مع رفيقة المنفى، ابتهال يونس، وكتبه التي تزيد الحاجة لإعادة قرائتها اليوم عن أي وقت مضى.
أخبار متعلقة:
"علامة نصر" لتوثيق سيرته .. وزوجته تؤسس "أبو زيد" للدراسات الإسلامية
نصر حامد أبو زيد.. "نصفوك" فقالوا: مفكر "الاستنارة" المصرية
زوجة حامد أبو زيد: لو كان حيا لأبطل صوته في "الإعادة"
13 كتابا لأبو زيد.. كفّرته ونفته وفرّقت بينه وبين زوجته
نصر أبو زيد.. الباحث الذي كفّرته "العمامة" حيا واستكثرت عليه الرحمة ميتا
باحث سعودي أنصف أبو زيد علميًا بدراسة وحيدة