وجب على الحكومة قبل أن تقرر رفع الدعم وارتفاع الضغط للمواطن أن تعيش حياته اليومية، وبعدها تقرر أين تقتص منه إن أسرف فى القوت وكيف تسنده إن أشرف على الموت؟!! وهكذا وجب أن يفتح ملف الدعم من زاوية جديدة تتضح مما يلى:
أولاً: أزمة المصريين بين غلاء الأسعار والإنفاق وأين تضيع فلوس المصريين:
الدروس الخصوصية ٢٥% من دخل الأسرة المصرية، ٢٥% أدوية وعلاج، ٣٠% غذاء، ٢٠% وسائل النقل، أما السكن والإيجار والمياه والنور فهى فوق الموازنة الشهرية، والملابس موسمية وموجعة مع كل شتاء وصيف، ومدارس وجامعات والفسحة والمصيف رفاهية، والأعياد بين الفسيخ واللحم والكحك هم يجلب غماً، والمحمول استهلاك زائد يعصر الأب ويعصف بعقل الطفل، وحالات الطوارئ بين فرح وترح، نحن إذن أمام منظومة عجيبة لموازنة الأسرة المصرية خارج نطاق البنزين والسجائر، وعناصرها كالتالى:
1- دروس خصوصية.
2- علاج وأدوية.
3- أكل وتغذية.
4- انتقالات.
5- الإيجار.
6- المرافق مياه وكهرباء.
7- الفسحة الأسبوعية والزيارات العائلية والمصيف والأعياد.
8- التليفون المحمول والدفع بالنصب على المواطنين.
9- الملابس والأحذية.
10- حالات الطوارئ من زواج الأبناء إلى وفاة الآباء.
ثانياً: الحكومة والدعم، الشعب بين خيارين، حكومة ليس فى الإبداع أحسن مما كان أو نقسم اللقمة مع مصر أو ضياع مصر.
الدعم المنتظر من حكومة شريف إسماعيل أوتوبيسات راقية بأسعار معقولة وفسحة محترمة بأسعار مقبولة.
- وسائل النقل العام بين الأوتوبيس والسكة الحديد داخل المحافظات واختفاء جهاز النقل الداخلى.
- اختفاء الكورنيش والحدائق العامة والأندية الشعبية والكافيهات وكورنيش الغلابة.
- كورنيش مصر بداية الفسحة الرخيصة لسعادة المصريين.
- دعم الفول والطعمية والعدس والجبن.
- إلغاء الدروس الخصوصية التى تلتهم ٢٥% من دخل المواطن.
- دعم الصحة بالمستوصفات والوحدات المحترمة والطوارئ المجانية ووحدات الاستقبال والعناية والحضانات.
- عدادات الدفع المسبق الإلكترونية إجبارية.
- انتشار الإيجار ليحل محل التمليك وإلغاء ضرائب على الشقق المؤجرة طويلة المدة عشر سنوات.
- موديلات الملابس الراقية شكلاً والرخيصة ثمناً.
- مصالحة مبانى الريف ضرورة عاجلة، لأن الدولة ليس لديها إسكان ريفى.
- الدخل السهل والإنتاج المنزلى والحكومة تشترى.
ثالثاً: أولويات التعامل العاجل مع أزمة الأسرة المصرية مع ارتفاع الأسعار:
1- الصحة: الأولوية القصوى لتوفير حضانات الأطفال وأسرة الرعاية المركزية، نظراً لأنها الأزمة الخانقة وهى الأصعب على المواطن، وإجبار جميع المستشفيات الخاصة والحكومية على استقبال حالات الحوادث والطوارئ دون أى مقدمات مالية.
2- التعليم: أن تكون هناك مدرسة قائدة تكنولوجية عالية التعليم فى كل مدينة (كما كانت المدارس التجريبية ومدارس النيل) بمصروفات مدعمة، وأن يكون هناك إجراء جدى فى إلغاء الدروس الخصوصية التى تثقل كاهل المواطن.
3- إعانة البطالة وإلزام المنشآت بالتأمين الاجتماعى لكل العاملين المؤقتين حتى لو كان عاملاً بمقهى أو عامل تراحيل، هى آلية إنقاذ سريع لفئات مطحونة.
4- برنامج تدريب تحويلى لموظفى الحكومة والشركات الحكومية وهيئات القطاع العام يعتمد على إعطاء «مهنة» تحتاجها السوق يعمل بها فى منزله أو ورشة جاره أو حتى قريبه، حيث إن الدخل المحدود للموظف المصرى هو أزمة 7 ملايين موظف لا تحتاج الحكومة سوى الربع منهم، وتشجيع الموظفين على قروض المشروعات الصغيرة سوف ينعش سوق العمل ويزيد دخل المواطن، مثلاً أن يشارك قريبه فى تربية عجول أو دواجن أو حتى أرانب.
5- عودة برنامج «الأسر المنتجة» بقوة والاستفادة من الدروس السابقة فى أن تحول المنزل لخلية نحل يعمل كل أفرادها كل الوقت أو بعض الوقت.
6- تشجيع إنشاء شركات تسويق المنتجات، أو إنشاء شركات تسويق المنتجات المنزلية لهذا الغرض (مثل التريكو والملابس، والمربى، والحلوى).
7- تطوير وتفعيل جهاز الحرفيين والاتحاد التعاونى الإنتاجى والاتحاد التعاونى الاستهلاكى بالتعاون بين البنوك ووزارة التنمية المحلية، التى تضم هذه الهيئات التى تستطيع التعامل مع ملايين من خلال شراء الأسهم التعاونية وتشجيع جمعيات الحرفيين على توزيع قرض المعدات والمواد اللازمة للإنتاج، ويكفى أن الكويت الدولة الغنية يقوم فيها بتوزيع المواد الغذائية الجمعيات الاستهلاكية التى تعتمد على أسهم صغيرة تناسب الأسر المتوسطة.
وختاماً:
أتمنى أن يكون الدعم الحقيقى المقدم من الرئيس السيسى للشعب هو نقل تجربة الصين فى أن تتحول كل المنازل أو المحلات إلى وحدات إنتاجية لجزء واحد من جهاز واحد أو معدة واحدة يتم تجميعها فى نهاية الشارع فى ورشة تجميع، ثم لجوء كثير من دول شرق آسيا وحتى اليونان إلى الإنتاج المنزلى بهدف خفض التكلفة من خلال إنتاج بسيط بمعدات بسيطة لا تلوث أو تسبب ضوضاء، وكذلك ضرورة أن يكون لكل موظف حكومى مهنة أخرى هى تجربة تستحق التقليد أمام فكر الموظف التقليدى الذى ينتظر مرتباً تقل قيمته سنوياً فما بالك بعد تعويم الجنيه!!