«قطور المركزى».. الفوضى تسيطر على كل شىء.. والأجهزة الجديدة لا تعمل.. والتزويغ عرض مستمر.. والإمكانيات غير مستغلة
صورة أرشيفية
مستشفى «قطور المركزى» يقع على بعد 25 كيلومتراً من مركز بسيون، مبنى قديم عفا عليه الزمن، تحيط بها القمامة من كل جانب، فى مدخله كراسى متحركة تالفة، متناثرة فى جميع أدوار المبنى، فى الدور الأخير مخزن نفايات طبية وملابس بالية خاصة بحجرة العمليات، الفوضى تحكم المكان والأجهزة الجديدة لا تعمل، وتزويغ الأطباء عرض مستمر، وكل الإمكانيات غير مستغلة. وقال أحد أفراد الأمن -الذى طلب عدم ذكر اسمه- إن مستشفى قطور مبنى ضخم، وتم إنشاؤه حديثاً، لكن للأسف بدون إمكانيات، مضيفاً: «السرنجة ساعات كتير بتكون غير متوفرة، وكل حاجة بيتحملها المريض، ولما بيضيق بهم الحال بيطلعوا غضبهم فينا ويتعدوا علينا بالضرب». وتحت ظل شجرة فى فناء المستشفى، جلست فتحية سلامة، ربة منزل، من قرية ميت الشيخ، حيث جاءت برفقة قريب لها يعانى من هبوط وفقدان للوعى، وقالت وهى فى قمة الغضب: «الواسطة والمحسوبية بالمستشفى أصبحت قانوناً هنا، فلولا تدخل أحد أبناء القرية، لانتظرنا فى طابور طويل، وتدهورت حالته الصحية». «مفيش أطباء، الأخصائيين والاستشاريين اللى هنا مش فاضيين، وبيعتذروا عن العيادات الخارجية بالمستشفى، ولما بيكونوا موجودين بيخلصوا بسرعة، عشان يجروا على المستشفيات الخاصة»، قالها مسئول التأمين الصحى بالمستشفى -فضل عدم ذكر اسمه- مؤكداً: «الحالات كلها متسربة برة، المريض هنا بيزهق عشان مفيش دكتور بيتابعه، فبيضطر يروح للدكتور برة فى عيادته أو فى المستشفى الخاص». ويضيف: «هنا مفيش أى حاجة ولا بتتعمل أى عمليات، إلا فى حالة الضرورة القصوى، فى عمليات الولادة، لتحقيق نسبة إشغال، رغم إن هنا فيه وحدة مناظير، لم تستخدم سوى لحالة أو اثنتين فقط، لكن مفيش أطباء، ولو موجودين بيرفضوا يعملوا عمليات. ويشير إلى أن المستشفى ينقصه عدد من الأجهزة، فمستشفى مركزى كهذا ليس به أشعة مقطعية، وينقصه الأدوية، فالمريض يشترى كل شىء من خارج المستشفى، وصولاً للسرنجات.