بدقة "شاكوش" على البامبو.. سمير وهبة نجاران بريمو رغم فقد البصر
سمير وزوجته هبة
علامات الحزن تبدو على ملامحهما، والفقر والاحتياج على وجههما، مآسي الحياة طبعت علامات فارقة على كفوف أيديهم، يتحسسون الأماكن بأصابع أرجلهما، متكئين على عكاز صغير، للتنقل بين أرجاء غرفتهما، حيث يقطن سمير جابر، وزوجته هبة محمود، في غرفة استأجراها في إحدى حواري مصر القديمة، التي خصصها للعمل مع زوجته، في النجارة، لكسب قوت يومه، بدلا من مد أيديهم لطلب المساعدة "لسه فيه أمل".
ورغم فقدان الرجل الثلاثيني وزوجته بصرهما، منذ 17 عاما، في حادث، أصرّ سمير على العمل والكسب والتجربة، ففتح ورشة صغيرة خاصة به، للعمل في النجارة، وصنع الكثير من (الترابيزات والاسبتات) مع شريكة حياته، لكنه يعاني من كساد صناعته وأعماله "مش معانا حد يدعمنا.. وعايزين نوصل صوتنا".
يصنع سمير وزوجته، العديد من شغل البامبو وترابيزات الكمبيوتر والسحارة، "لو فيه إمكانيات هطور شغلي.. وهعمل أوض نوم"، مشيرا إلى أن عمله يعتمد على تصميم المهندس، وهو من ينفّذ بحسب توجيهاته "بييجي حد يقطعلي المقاسات، وأنا بنجد وبنفذ كل حاجة".
التسويق أكثر المعوقات التي واجهت سمير في حياته، أكثر من الإعاقة نفسها، والتي قال عنها "الصنعة دي موهبة من عند ربنا، وفقدان بصري لم يؤثر عليا"، ويرجع الفضل في هذه المهنة، إلى زوجته، التي تعلم منها الاحترافية بعد عملها بأحد مراكز النجارة "وصلنا وعرفنا سر المهنة.. كرسي.. نجارة.. عجل.. انتريه".
يغير سمير من لهجته الهادئة "عايش بالدين، علشان أجيب لبس لولادي التوأم، وشغلي مرمي على الأرض، بيجيني زباين قليلين أوي"، ثم يتابع "لا نريد العيش عالة على أحد، بس نفسي حد يسوّق شغلي، والناس تعرفه".
يتعرف سمير، الذي يحصل على 800 جنيه فقط "معاش المعاقين"، على الخامة الجيدة بمجرد لمسها بيديه، والتي توفر مبالغ أقل للناس، متفاخرا بعمله "أول واحد في مصر يدخل النجارة بعمق في مصر، هو العبد لله".
وفي صوت مزوج بالأمل واليأس سويا، عبّر سمير عن أحلامه البسيطة وطموحاته "نفسي في شقة أعيش فيها، ومركز ألم فيه كل الشباب، والشغل اللي عايزه أنفذه صح".