"عبدالسلام" حلم بـ"هندسة" وقدم أوراقه في النيابة.. وآخرتها "سوشي بايك"
عبد السلام بائع السوشي
بجانب محطة مترو كلية البنات، على أحد أرصفة شوارع مصر الجديدة وتحديداً شارع الميرغني، تجده يرتدي"uniform" يشبه عربة "sushi bike"، التي قرر العمل عليها منذ ما يقرب من عام، بعد تركه العمل في أحد مطاعم السوشي، من بعيد يعتقد المارة أنه يجر عربة "آيس كريم"، لكن عندما يقتربون منه، يبدأون في السؤال عن ماذا يوجد بداخل هذه العربة، ليتفاجأوا بأن العربة تقدم الأكلة الصينية "السوشي".
عبدالسلام، البالغ من العمر 22 ربيعاً، والذي تخرج في كلية الحقوق بجامعة حلوان هذا العام حاصلاً على الترتيب الثالث على الدفعة، بعد أن تعرض لظروف غيَّرت مسار حياته التي كان يحلم بها، "أنا مستقبلي مش في الشوسي بايك، أنا طموحي كان أكبر من كدا بكتير، بس في ثانوية عامة حصل معايا شوية ظروف وملبسات هي اللي خلتني دخلت كلية حقوق".
يأتي عبدالسلام يومياً إلى شارع الميرغني من شبراً في الرابعة عصراً، منتظراً زبائن الأكلة الصينية حتى منتصف الليل، ليتذوقوا 12 نوعا من أكلة "السوشي" من أصل 900 نوع على مستوى العالم، يطبخها عبدالسلام، لتكون سعر القطعة بمختلف أنواعها 9 جنيهات فقط.
لم تكن هذه هي أول عربة "سوشي" في شوارع القاهرة، ولكنها الثانية من نوعها لصديقين اقترح أحدهما على الآخر فتح مشروع أكل "سوشي"، "مستر مارك هو أول واحد يفتح مشروع sushi bike، الفكرة جاتله بعد ما مراته عملت له سوشي في البيت فعجبه فقرر إنه يشتغل في المجال، وبدأ يجيب الخامات من برا ويجيب شيفات تعمله الأكلة".
وبعد فتره من الزمن توسع المشروع من عربة "سوشي" في مدينة الرحاب، إلى أخرى في شارع الميرغني، ثم أخرى في المعادي، "مستر مارك ومستر إندرو بعد ما عملوا (bike) الرحاب وكسبوا منها، عملوا (bike) الميرغني والمعادي، وحالياً بيعملوا (bike) في مدينة نصر وواحد تاني في الشروق".
وعلى المدى البعيد يحلم عبدالسلام الحاصل على ليسانس الحقوق، بأن تقبل أوراقه في النيابة، إلى جانب عمله على عربة السوشي، "كنت بحلم بهندسة، بس محصلش نصيب، واجتهدت في حقوق وطلعت التالت على دفعتي، وحالياً بقدم في النيابة أملاً في أني أخش النيابة وأبقى حاجة كويسة".