بالصور| الطفل إسحق "خياط ماهر" بأحد مصانع بورسعيد: "نفسي أكمل دراستي"
بالصور| الطفل إسحق "خياط ماهر" بأحد مصانع بورسعيد: "نفسي أكمل دراستي"
اسحاق الخياط
الطفل إسحق نزيه لم يتجاوز عمره الحادية عشر في الصف السادس الابتدائي ويجلس فوق ماكينة الخياطة كأمهر الخياطين في أحد مصانع الملابس الجاهزة جنوب بورسعيد وعندما يأتي مسؤول أو محافظ لتفقد المصنع سرعان ما يسرب المشرف "إسحق" خارجه حتى لا يعاقب المصنع على عمالة الأطفال.
يحكي إسحق ظروف حياته قائلا: "أسكن في قرية النورس جنوب بورسعيد وجئنا من مركز السنبلاوين بالدقهلية للعمل والعيش في بورسعيد، وأساعد أبي في العمل وتعلمت الخياطة منه وأنا في ثانية ابتدائي".
ويوضح: "أختي راوية في الصف الثاني الإعدادي وترعى أخي الصغير معاذ في الحضانة حيث يصطحبني أبي وأمي للعمل يوميا على الموتوسيكل إلى أحد المصانع الصغيرة وأعمل بها 8 ساعات، بينما يذهب مع أمي للعمل في أحد المصانع بالمنطقة الحرة للاستثمار، ويأخدني عند العودة ولا أعرف المرتب، حيث يأتي أبي ويحصل عليه كل شهر، وأعمل نهارا في الصيف وفي الشتاء بعد الانتهاء من الدراسة، والعمل متعب، يحرمني كثيرا من اللعب والاستمتاع بطفولتي، لكني حريص على تخصيص ما لا يقل عن ساعة يوميا لألعب كرة القدم من أبناء الجيران من سني وطموحي عندما أكبر ليس محددا سوى أني أرى أني سأكون مثل أبي خياطا ماهرا، وأتمنى الاستمرار في الدراسة وأوجهها لأكون أشهر مصمم أزياء في مصر".
ويكمل: "تعلمت من أبي والمشرفين العمل على مختلف مراحل ماكينات صنع الملابس الجاهزة وعندما يقولون لي هذه الماكينة صعبة عليك أتحداهم وأتعلمها، وأحب تصنيع لبس الأطفال وأتمنى أن أخيط ثوب كامل، وأفرح عندما أتقن عملي وأشاهد نظرة الإعجاب من الخياطين حولي بأني أصغر خياط وسطهم ويقولون لي أنت رجل بمعنى الكلمة وتختلف عن المدللين من الأطفال في أحضان أبنائهم ونفتخر بوجودك معنا، وأنا أساعد أبي وإخوتي في المعيشة الغالية وأتمنى أن أستمر في العمل"، ويرد على من يرفضون عمالة الأطفال بأن يوفروا لأسرته حياة كريمة تمنعه من الحاجة للعمل في السن المبكرة.