هكذا تكون البداية..
ضم الركبتين والقرفصاء استعداداً لقفزة جديدة.. لحظات مرتبكة يشوبها القلق والتطلع إلى الخطوات المقبلة.. والاحتمالات المتجسدة بعدد ذرات التراب المتناثر.. من إثر الاحتكاك بالأرض فى البدء من أجل دفعة قوية نحو مجهولٍ ذا معنى أو خيال خادع مجدداً.. ينضم كلاهما لدفاتر التجارب فى كل الأحوال..
ستكون المراحل جلية إذا قسمنا الرحلة إلى إطارات.. بداية بالثبات والقوة فالتحليق والترقب ثم ختاماُ بالهبوط والاستنتاجات..
إذا دققنا النظرسنجد أن إطاري القوة والتحليق يتطلبا دفعة قوية يسبقها التجرد ويتبعها الاستسلام..
التجرد يبعث قوة حين يخلصنا مما تحمله أكتافنا رغماً عنا.. مما يتبعه أحياناً التخلى عن مشاعرنا وتوقعاتنا حتى لا تدمى يدانا فى محاولة كسر الأصفاد المعنوية.. التى تعيدنا سالمين إلى الأرض حين تخفق الأجنحة..
هل الهبوط هو الهدف أم كيفية الهبوط والنتائج المترتبة عليه؟ الهبوط لا يعنى دائماً السقوط فقد يكون ارتياح.. كما قد يكون الارتفاع الزائد قاتلاً إن لم يكن متناسباً مع قوة القفزة وجاذبية الارتطام.