الحكومة لـ«الموظفين»: انتهى عهد «الورقة والقلم».. استخدام الكمبيوتر أو الفصل
عدم القدرة على استخدام أجهزة الكمبيوتر يهدد الموظفين بالفصل
4.2 مليون موظف بالدولة مهددون بالفصل بسبب «أمية الكمبيوتر والعجز عن استخدام وسائل التواصل الحديثة»، هذا ما كشفته مصادر بالجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، لـ«الوطن» مؤكدة أن خطة الحكومة لإعادة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة، الذى يضم 722 جهة ومصلحة حكومية، أصبحت حتمية للقضاء على الفساد والبيروقراطية التى تتسبب فى تعطيل مصالح المواطنين.
وأضافت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الحكومة وضعت عدة خطوات لإعادة الهيكلة، ومنها اشتراط إجادة الموظف استخدام الكمبيوتر ووسائل التكنولوجيا الحديثة، ومنحه الفرصة أكثر من مرة، واستبعاده حال فشله بما لا يخالف قانون الخدمة المدنية، ومنح الصلاحية للمدير المباشر أن يطلب فصل الموظف الذى يحصل على درجة «ضعيف» لعامين متتاليين فى تقرير الكفاءة السنوى. ولفتت المصادر إلى أنه طبقاً لأحدث الإحصاءات يوجد نحو 4 ملايين و200 ألف موظف يمثلون 64.6% من إجمالى 6.5 مليون موظف، معرضون للحصول على تقارير كفاءة سنوية بدرجة «ضعيف»، بسبب عدم إتقانهم الكمبيوتر واعتمادهم على «الورقة والقلم»، ما يعرضهم للفصل والاستبعاد من الوظائف، طبقاً للائحة التنفيذية للخدمة المدنية، والتى تنص على أن «يُعرض أمر الموظف الذى يقدم عنه تقريران سنويان متتاليان بمرتبة ضعيف على لجنة الموارد البشرية، فإذا تبين لها من فحص حالته أنه أكثر ملاءمةً للقيام بوظيفة أخرى فى ذات مستوى وظيفته، اقترحت نقله إليها لمدة لا تجاوز سنة، وإذا تبين للجنة بعد انقضاء المدة أنه غير صالح للعمل بها، اقترحت خصم 50% من الأجر الكامل لمدة 6 أشهر، وإذا تبين بعدها أنه غير صالح للعمل، اقترحت فصله من الخدمة مع حفظ حقه فى المعاش وبما لا يخل بحقه فى الحصول على حقوقه التأمينية».
مصادر بـ«التنظيم والإدارة»: 4٫2 مليون موظف لايجيدون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة
وأوضح مصدر مسئول أن الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، بالتنسيق مع وزارة التخطيط، وضعا 6 برامج لتدريب العاملين بالجهاز الإدارى للدولة على استخدام وسائل التكنولوجيا بشكل مكثف خلال العامين المقبلين، حتى لا يكون هناك مبرر لأى عامل يفشل فى التعامل مع الكمبيوتر عند اتخاذ قرار بإنهاء خدمته. وأكد الدكتور أحمد البرعى، وزير القوى العاملة الأسبق، أن هناك اتجاهاً بالفعل لتقليص أعداد العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، خاصة ممن لا يجيدون استخدام الكمبيوتر، لأنهم يؤثرون بالسلب على أداء الخدمات للمواطنين، وأضاف أنه متفق مع هذا الإجراء بشرط أن تسبقه دورات تدريبية لموظفى الجهاز الإدارى للدولة على استخدام الكمبيوتر، خاصة أن أكثر من 65% من الموظفين يعانون من «الأمية التكنولوجية» ولا يستطيعون استخدام الكمبيوتر، لأن غالبيتهم من خريجى عام 2000 الذين لم تتح لهم الفرص لتعلم فنون وعلم الكمبيوتر.
وقال الدكتور أحمد صقر عاشور، الأستاذ بجامعة الإسكندرية والخبير الدولى للحوكمة والإصلاح المؤسسى بالأمم المتحدة، إن الجهاز الإدارى للدولة يعانى من تغول «الأمية الإلكترونية» على موظفيه، بسبب إهمال الأنظمة الحكومية السابقة، التى جعلت موظفى الحكومة فى آخر اهتماماتها، ولم تسع لتطوير أداء الجهاز الإدارى. وأضاف «صقر» أن عدد الموظفين «الأميين» للكمبيوتر قد يزيد على 4 ملايين و200 ألف موظف، مشيراً إلى أن هناك نحو 1.5 مليون عامل بالدولة فى قطاعات الخدمات المعاونة لا تتعلق وظائفهم بتقديم خدمات للمواطنين.