حينما تنظر إلى ما يحدث فى اليمن من تفكك تحالف الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح بالحوثيين وحديث فى الكواليس بات معلناً عن دور خليجى فى هذا المجال لإنهاء صراع عسكرى بدأ فى العام 2015 ولم ينته حتى الآن بينما مئات الآلاف من اليمنيين يعانون الجوع والمرض والقتل والحاجة، وحديث لزعماء توهموا فيمن يستمع إليهم ذاكرة السمكة فيما سبق لهم قوله فادعى كل منهم الدفاع عن المصلحة العامة من دون المصالح الخاصة، والذود عن الدين فى مواجهة أعداء الله الآخرين، وحماية الإنسانية المهددة بينما هم من استباحوها وهددوا أمنها وجعلوا منها ضحية، حينما تشاهد وتسمع كل هذا فتيقن باستمرار حرب الوكالة بين فرق ترفع راية الدين زوراً وتتاجر به بحثاً عن منفعة شخصية أياً كانت قبلتها.
وحينما ترى اتفاق «حزب الله» مع مسلحى «داعش» على الحدود اللبنانية السورية لخروج إرهابيين وعوائلهم سالمين إلى منطقة دير الزور التى يسيطر عليها التنظيم فى سوريا، تحت مبرر استعادة جثامين ثمانية من العسكريين اللبنانيين الذين تم اختطافهم من قبَل التنظيم الإرهابى فى العام 2015! وترحيباً سورياً بالاتفاق السابق وسماحاً لانضمام الإرهابيين إلى نظرائهم فى المدينة السورية! ثم استهجاناً من «حزب الله» من إعاقة قوات التحالف الأمريكى لوصول المساعدات الإنسانية لتلك القافلة التى تضم 300 إرهابى مسلح إلى جانب أسرهم! ثم تعليقاً أمريكياً أن ما يعيق قوات التحالف عن قصف ذلك الرتل الإرهابى هو وجود المدنيين بينهم! فاعلم باستمرار حالة العبث وتغير المواقف واستخدام الدين فى غير محله والتجارة به لأهداف سموها وحددوها هم وحلفاؤهم لا علاقة لها بالله ولكن بالمصالح.
وحينما ترى مشاهد عمرو خالد فى الحج فى وصلات التصوير أمام الكعبة بأداء تمثيلى سيئ أخذاً وضع الدعاء بتضرع، مراقباً كاميرا تصوره، منتقياً من يتابع صفحته، ثم صورته عند مكان رمى الجمرات مع شخص يرفع علامة الإخوان المزيفة فيما يتعلق برابعة، ثم تركيزه وهو فى منسك الحج -الذى يفترض فيه تفرغه للعبادة والتقرب لله وترك أمور الدنيا للدنيا- للرد على منتقديه وادعاء المظلومية فيما وجه له من انتقادات واتهام من رفع علامة رابعة بأنه تصرف صبيانى! ومتابعة تويتر والفيس! فاعلم أن تجارة الدين مربحة لا شك منذ مئات السنين وأن لكل زمن «راسبوتين» يؤمن بمقولة أن الدين أفيون الشعوب فما زال السذج يتابعون من على شاكلته وهم يظنون أنهم «بتوع ربنا»!
حينما ترى هؤلاء تذكّر قصة السوفيتى اليهودى الذى قرر الهجرة لإسرائيل مصطحباً معه تمثالاً للزعيم السوفيتى لينين، وحينما سأله موظف الجمارك فى مطار موسكو: «ما هذا؟»، أجابه: «كان الأصح أن تقول من هذا؟ إنه الزعيم لينين الذى أرسى دعائم الشيوعية، وجلب الخير للشعب الروسى، وأنا من جهتى تخليداً لهذه الذكرى المباركة، أصطحبه معى للبركة».
تأثر الموظف الروسى، وقال له حسناً، تفضل بالمرور. وفى إسرائيل يرى موظف التفتيش بمطار تل أبيب التمثال، ويسأل: «ما هذا؟»، فيجيب اليهودى: «سؤالك خطأ يا سيدى، كان يجب عليك أن تسأل من هذا؟ هذا لينين، المجرم المجنون الذى تركتُ بسببه روسيا، أصطحبه معى لأنظر فى وجهه كل يوم وأكيل له اللعنات فى كل وقت وحين».
فتأثر الموظف الإسرائيلى ومنحه العبور. ليذهب اليهودى ويضع التمثال فى زاوية بارزة فى غرفة مكتبه، وحينما يسأله أحد أقربائه ذات يوم عن التمثال قائلاً: «من هذا؟» يجيبه اليهودى: «يا صغيرى سؤالك هذا خطأ، كان يجب عليك أن تسأل ما هذا؟ هذا 10 كجم من الذهب عيار 24 أدخلته من دون جمارك أو ضرائب».
وهكذا لم يكن «الحوثيون وصالح» باحثين عن مصالح وطنهم وأهله، ولم يكن «حزب الله» باحثاً عن مصير العسكريين الثمانية، ولم يكن عمرو خالد ذاهباً لله، تماماً كاليهودى الذى نجح فى تهريب الذهب بلا جمارك.