«أنا الشاب محمد السعيد وفيق، أبحث عن أهل والدى فى قرية شنفاس بمركز أجا بمحافظة الدقهلية، عشت طوال حياتى مع والدىّ بالعراق، وبعد أن توفيا معاً، أبحث عن أهل والدى الذين لا أعلم شيئاً عنهم سوى اسم عم لى يُدعى عبداللطيف وفيق إبراهيم عطا، أريد من يعلم عنه شيئاً يتحدث معه ويبلغه أننى أبحث عنه»، كانت هذه رسالة بعث بها الشاب إلى عائلته عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، لعله يمكن أن يصل إليهم، بعد أن عاش عمره غريباً، وبعد أن فقد أبويه، بدأ فى رحلة البحث عن عائلته فى مصر.
وسرعان ما تداولت صفحات الـ«فيس بوك» رسالة الشاب، خاصةً على صفحات أبناء محافظة الدقهلية، نشرها البعض بحماس شديد، بينما توجس آخرون منها، إلى أن وصلت رسالة من أحد الأشخاص على صفحة باسم «أروى ياسر»، قال فيها: «أنا ابن عمه، والعائلة موجودة، ونرحب به»، وقال آخر: «نعم هذا الشاب والده من القرية، ولم يتبق سوى عمته فقط، ولكن المرحوم والده ترجع أصوله إلى القرية».
وساد جو من السعادة مصحوب بدموع الفرح بين أبناء عائلة «وفيق» بقرية «شنفاس»، لا يصدقون أن من يبحثون عنه طوال أكثر من 20 سنة قد ظهر الآن، بل وهو الآخر يبحث عن عائلته، ومعه جميع أوراقه الثبوتية، مرددين: «فعلاً ابن عمنا»، ولم تتمالك عمته «ثريا» نفسها من البكاء، بمجرد أن رأت صورته، وقالت: «الخالق الناطق أخويا السعيد، أحمدك يا رب إنى شوفته قبل ما أموت»، وتمكنت عائلته من التواصل معه من خلال «فيس بوك»، ورغم لهجته العراقية، التى لا يفهمون الكثير منها، فإنهم لا يملون من الحديث معه منذ توصلوا إليه، ووعدهم بأن يأتى للقاهرة نهاية شهر أكتوبر المقبل.
«هتستقبله العائلة بالكامل فى المطار، ونأخذه على البيت فى شنفاس، مكالمته ردت فينا الروح جميعاً، لأنه من لحمنا ودمنا»، هكذا تحدث «أحمد عبداللطيف وفيق»، ضابط بالمعاش، وقال: «هو ابن عمى السعيد، الذى ترك القرية منذ ما يزيد على 27 سنة، وعاش فى العراق، وانقطعت أخباره بسبب ظروف الحرب»، مشيراً إلى أن الأسرة كانت تطمئن عليه من خلال بعض المصريين الذين سافروا للعراق، أفادوا بأنهم التقوا به، وأنه تزوج هناك من مصرية، ومستقر فى العراق.
وأضاف «وفيق» متحدثاً لـ«الوطن»، بقوله: «والدى توفى سنة 2006، وكان همه الشاغل أن يصل إلى ابن عمى فى العراق»، مشيراً إلى أن والده، من خلال عمله فى رئاسة الجمهورية، تمكن من الاتصال بعمه «السعيد»، وبالفعل حضرت زوجة عمه لزيارة العائلة بالدقهلية، ومعها ابنهما «محمد»، الذى كان عمره لا يتجاوز عاماً واحداً، واستمرت الزيارة لنحو 3 أسابيع، بعدها عادا إلى العراق، وانقطعت الأخبار من جديد، وأضاف: «أصيب والدى بالمرض، وانشغلنا فى علاجه حتى توفى».
وتابع قائلاً: «تواصلنا مع ابن عمى من جديد، بعد البوست على فيس بوك، والعائلة بالكامل تتواصل معه يومياً، وهو سعيد جداً بالوصول إلينا»، لافتاً إلى أنه وحيد، وله 3 أخوات من والدته، ويقيم مع إحداهن بالعراق، واستطرد أنه «كان يبحث عنا منذ فترة طويلة، ولكن خاله ضلله، وأعطاه عنواناً خطأ حتى لا يصل إلينا»، مشيراً إلى أن عمته «ثريا»، قامت بتجهيز شقة لـ«محمد»، للزواج بها والاستقرار مع العائلة فى القرية، سعياً لتعويضه عن السنوات التى عاشها غريباً بعيداً عن عائلته.
تعليقات الفيسبوك