«سامى» بياخد الزبون مقاولة: أحذية الصبح وهدوم بالليل
صورة أرشيفية
محل لتصليح الأحذية نهاراً وترزى ليلاً، كان هذا اختيار الأسطى سامى قصبى، وابن عمه، حيث رفع كل منهما شعار «ليه نفتح محلين لما ممكن نشتغل فى محل واحد ونوفر على الزبون»، قرار انتهيا إليه عقب الكثير من الأزمات التى واجهت كلاً منهما.
ما زال يحلم بتعلم القراءة والكتابة
«الإيجار غالى، فقلنا نوفر»، يقولها «سامى» البالغ من العمر 37 عاماً، يأتى الرجل فى الصباح ليستقبل زبائنه من الراغبين فى إصلاح أحذيتهم التالفة، حيث ينتهى عمله مع غروب الشمس، لتبدأ دورة عمل جديدة فى المحل، لكنها هذه المرة من نصيب ابن عمه الترزى.
نادراً ما يرى سكان الدقى ذلك المحل الصغير موصد الأبواب، اللهم إلا فى الأعياد، حيث يتصل العمل طوال ساعات اليوم تقريباً.
«وزباينا واحدة»، يقولها «سامى»، مشيراً إلى ماكينات إصلاح الأحذية على يمين المحل، وماكينات الخياطة على الجانب الآخر «مابنستخسرش حاجة فى الزبون، الماكنة اللى باخيط بيها تمنها 180 ألف جنيه، مش خسارة فى سكان المهندسين والدقى».
يروج «سامى» فى الصباح لشغل ابن عمه، ويحكى لزبائنه عن أحدث الموديلات والتفصيلات التى يتقنها عن طريق عرضها عليهم «بيشتغل حريمى ورجالى، وكل الناس بتيجى له علشان مفيش ترزى فى المنطقة غيره» دعاية نابعة من اقتناع بجودة المنتجات «بافرج الناس على شغله، وهو مش موجود، وكل واحد وله رزق».
ثمن باهظ للغاية دفعه «سامى» لقاء ورشته، جعله يدرك قيمة العمل جيداً «وأنا صغير اشتغلت ميكانيكى وأخدت شهادة خبرة من القوات المسلحة، بس اخواتى قالوا لى مالكش غير شغلانة أبوك»، هكذا فقد الرجل إصبعه داخل إحدى الماكينات، وفقد أيضاً جميع أحلامه بشأن المستقبل خلال المرات الكثيرة التى تم ضربه فيها من أجل استكمال مسيرة والده صاحب أقدم محلات تفصيل الأحذية بالعتبة، ومع ذلك لا يزال حلمه يراوده بشأن التعليم «نفسى أقرا واكتب بس مفيش وقت».