«عمر بن الخطاب والشهيد مبروك».. مدرسة بروحين «عام وتجريبى» منذ 2012
مدرسة الشهيد محمود مبروك
باسمين مختلفين تشهد عليهما لافتتان كل منهما تحمل اسماً، تستقبل إحدى المدارس فى مدينة كفر الزيات طلابها، الاسم الأول على لافتة أمام الباب الرئيسى وهو «مدرسة الشهيد مبروك الابتدائية» والثانى «عمر بن الخطاب التجريبية لغات»، هذا جانب من الأزمات التى تعانى منها المدرسة منذ سنوات.
فى 2012 أقيمت أول مدرسة تجريبية لغات فى مدينة كفر الزيات، تتضمن المراحل التعليمية الثلاث، «ابتدائى وإعدادى وثانوى»، بقرار من محافظ الغربية الأسبق محمد عبدالقادر، بتحويل مدرسة عمر بن الخطاب من حكومية إلى «تجريبية لغات»، لكن لم تكمل المدرسة عامها الدراسى الأول، حتى صدر قرار إزالة من قبل هيئة الأبنية التعليمية، بهدف عمل توسعات تتناسب مع النظام التعليمى الجديد بها.
هيئة «الأبنية» قررت إزالة المدرسة بغرض التوسعة تماشياً مع التعليم التجريبى ولم تنفذ القرار حتى اليوم
ويقول أهالى طلاب «عمر بن الخطاب» التجريبية، إن المسئولين فى هيئة الأبنية التعليمية بالغربية، وعدوهم ببناء المدرسة وفقاً للمعايير المناسبة فى أقل من عام، والصادر لها قرار بالإزالة منذ 2013، لكنها وعود زائفة، لم يتحقق أى منها حتى الآن.
محمد شفيق، ولى أمر، يقول إن المدرسة لم تكمل عامها الدراسى الأول، وصدر قرار من هيئة الأبنية التعليمية بهدمها لإنشاء توسعات تتناسب مع النظام التعليمى بها وجعلها تستوعب طلاب المراحل التعليمية الثلاث، ويضيف: «كانت النتيجة أن تم نقل الطلاب إلى مدرسة الشهيد مبروك الابتدائية بكفر الزيات، وهى مدرسة حكومية، تم فيها تخصيص الطابقين الرابع والخامس للتلاميذ، وجعل الدراسة على فترتين لتلاميذ التعليم العام، وفترة نهارية لطلاب المدرسة التجريبية».
خالد زهران، ولى أمر، عبر عن غضبه واستيائه من هدم المدرسة وعدم تجديدها، وعدم التزام المسئولين بوعودهم، قائلاً «مدرسة عمر بن الخطاب للغات هى الأولى من نوعها فى مركز ومدينة كفر الزيات، قبلت تلاميذ فى 2012 فى مرحلة كى جى1، وفى العام التالى تم هدمها، ووقتها المسئولون وعدونا ببنائها فى أقل من عام، وللأسف مضى 4 سنوات ولم ينفذ الوعد»، لافتاً إلى أن مديرية التربية والتعليم بالغربية قررت نقل التلاميذ إلى مدرسة الشهيد مبروك العامة لمدة عام واحد فقط، حتى يتم بناء المدرسة، ويقول «زهران»: «ابنى فى الصف الثالث الابتدائى والمدرسة القديمة محلك سر، وطبعاً مشادات وخلافات يومية بين طلاب المدرسة العامة والتجريبية، طلاب مدرسة الشهيد بيضربوا طلاب المدرسة التجريبية وبيقولوا دى مدرستنا»، وتقول رحاب السيد، ربة منزل، إن نجلها بالصف الثانى الابتدائى بالمدرسة، ويعانى بسبب نقله هو وزملائه لمدرسة الشهيد مبروك مع نظيره فى المدرسة العامة، مبدية استغرابها من وضع تلاميذ مدرستين نظام التعليم بينهما مختلف تماماً، فى مبنى تعليمى واحد، ويقفون فى طابور الصباح معاً، ما يسبب مشاكل نفسية للتلاميذ خاصة تلاميذ المدرسة العامة، كون زملائهم فى «التجريبية» يرتدون زياً مدرسياً موحداً، ولديهم نظام تعليمى مختلف، مضيفة، «كأن حوش المدرسة تحول لساحة نزاعات طبقية بين الطلبة».
وتوضح نادية ناصر، موظفة فى المدرسة، أن ما يحدث فى المدرسة، يجعل التلاميذ يشعرون بالغيرة من بعضهم البعض، وهناك شعور بالغضب من طلاب المدرسة العامة، لكونهم أجبروا على حضور كثير منهم فى الفترة المسائية، بينما قبل إصدار هذا القرار كان الجميع يحضرون فى الفترة الصباحية».
ويقول خالد محمد، ولى أمر، «تخصيص الطابقين الرابع والخامس لأطفال كى جى 1 و 2 قرار سيئ، مستنكراً صعود أطفال لا يتعدى عمرهم 6 سنوات يومياً الطابقين الخامس والرابع، ومن عمرهم فوق الـ6 سنوات فى فصول بالأدوار السفلية، ويضيف «تقبلنا الأمر باعتباره مؤقتاً لكنه تحول لأزمة منذ 4 سنوات ولم يتم حلها»، موضحاً أن الكثافة الطلابية بالفصول تخطت الحد المسموح بالمدرسة، والحمامات غير آدمية وأولياء الأمور تقدموا بشكاوى كثيرة ومناشدات بسرعة إعادة بناء المدرسة لإنقاذ أبنائهم.
ولى أمر: المدرسة القديمة «محلك سر».. وخلافات يومية بين طلاب «العامة والتجريبية»
ويقول أحد مدرسى «عمر بن الخطاب»: المستوى التعليمى للتلاميذ تأثر سلبياً بسبب عدم توفير المناخ المناسب للعملية التعليمية والكثافة الطلابية، وكأنها مدرسة عامة، رغم أن المدارس التجريبية تحتاج مستوى تعليمياً متميزاً، ما دفع بعض أولياء الأمور للاستعانة بالدروس الخصوصية خوفاً على المستوى التعليمى للطلاب، كما أن المدرسة لم يعد بها أى أنشطة للطلاب، لعدم وجود أماكن، رغم أن أولياء الأمور يدفعون مصاريف مقابل ذلك.
وأشار محمد شفيق، عضو مجلس أمناء المدرسة، أن هيئة الأبنية التعليمية بالغربية، قررت فى أكتوبر الماضى، إدراج المدرسة فى خطة 2016/ 2017، وورد إلى مجلس الأمناء خطاب فى سبتمبر بموافقة الهيئة على إحلال كلى بالمدرسة بعدد 28 فصلاً تجريبياً من حضانة لثانوى، والمدرسة مدرجة بالمشروع القومى، غير أن ما جاء بهذا الخطاب لم يلق قبول مجلس الأمناء لما جاء به من عبارات مبهمة وفضفاضة وغير واضحة وتحتمل التأويل، مضيفاً أنهم فوجئوا بأن الأرض ضمن خطة رجال الأعمال والمستثمرين، التى تعنى حق الانتفاع لمدة 40 سنة، وهذا غير قانونى كون المدرسة كانت منشأة بالفعل، وفوجئوا منذ شهرين بسحبها من خطة هيئة الأبنية التعليمية بدون سبب.
يافطة من الداخل تحمل اسم مدرسة عمر بن الخطاب