«صرد».. الأهالى تبرعوا بأرض قيمتها مليون جنيه.. والمدرسة ما زالت حلماً
محررة «الوطن» خلال حديثها مع أحد الأهالى
أرض على مساحة كبيرة، وضعت عليها لافتة تبرع من أهالى قرية صرد لبناء مدرسة ثانوى، تلك الأرض التى يشير لها أهالى القرية التابعة لمركز قطور فى محافظة الغربية، باعتبارها الحلم الذى لم يكتمل ببناء مدرسة لأبنائهم، حيث جمعوا قدراً كبيراً من الأموال، كل حسب مقدرته، وقاموا بشراء الأرض بتكلفة تتجاوز المليون جنيه، واجتهدوا لإدراجها تبعاً للمبانى التعليمية، حتى يرحموا أبناءهم من الرحلة اليومية لأقرب مدرسة، التى تبعد عن القرية أكثر من 7 كيلومترات، فى طريق وصفوه بغير الآمن، حيث تكررت عليه حوادث السيارات والخطف.
ويقول محمود جابر، أحد الأهالى، إن قرية صرد يتبع لها 8 عزب ونجوع، ويسكن بها نحو 55 ألفاً، وبها المئات من الطلاب فى المرحلتين الإعدادية والثانوية يضطرون يومياً إلى السفر أكثر من 10 كيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة بمدينة قطور، لعدم وجود مدرسة بالقرية، فى ظل أن الطريق فرعى لا تتعدى سعته الـ4 أمتار، وبدون إضاءة فى الليل، إضافة إلى عدم وجود مواصلات منتظمة، ما يعرض حياة أبنائهم الطلاب للخطر، إلى جانب الإرهاق الشديد، وتابع قائلاً «الولد لما يرجع من مشوار زى ده، ولا بيبقى عارف يذاكر ولا يعمل حاجة، واللى عنده بنت وخايف عليها بيخليها تغيب عن الحضور»، ويضيف «جابر» أنه فى عام 2011 قام الأهالى بالاتفاق فيما بينهم وتم جمع تبرعات بنحو ميلون جنيه وشراء قطعة أرض لبناء المدرسة بالقرية ولكنهم فوجئوا برفض المسئولين إعطاءهم الموافقة على البناء، بحجة أنها أرض زراعية برغم أنها وسط الكتلة السكانية، ويضيف إبراهيم سعد، مدير مدرسة الشهيد السيد منتصر بقرية صرد، أن المشكلة تتلخص فى أن القرية رغم تعدادها الكبير بها مدرسة واحدة تعليم أساسى وبها كثافة كبيرة فى عدد الطلاب، ففى الفصل الواحد قد تصل لـ60 و70 طالباً، وتنقسم العملية الدراسية بها خلال اليوم الواحد فترتين صباحيتين وفترتين مسائيتين، وبسبب أهمية هذا الأمر قام الأهالى بجمع تبرعات وشراء قطعة أرض بهدف بناء مدرسة إعدادية وثانوية، ولفت «جابر» إلى أن قطعة الأرض تبعد عن الكتلة السكنية 3 أمتار فقط، ويمر بها جميع المرافق من الصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء، ويحدها من الشرق عزبة شكرى على بعد 80 متراً فقط، أى إنها تقع وسط العمار السكانى وليس بها أى مشكلة تعوق الموافقة على إقامة مدرسة عليها.
«محمود»: وفرنا ثمن الأرض من قوت عيالنا وتبرعنا به وهيئة الأبنية لم تدرجها فى خطط البناء حتى اليوم
ويقول محمد برعى، أحد أهالى القرية، يعيش الأهالى فى خوف وقلق كل يوم على أبنائهم وهم ينتقلون من قريتهم لمدينة قطور من أجل الوصول للمدرسة، لافتاً إلى أن الأهالى قاموا بجمع التبرعات من بعضهم البعض، قائلاً «وفرنا الفلوس من قوتنا وقوت عيالنا عشان خايفين عليهم من الحوادث وبرضه الحكومة بتضحى بينا وبولادنا»، ويضيف «برعى»: «بصراحة الأبنية التعليمية شغالة على مستوى المحافظة كلها تجديد فى المبانى، لكن المشكلة الحقيقية فى تكدس الطلاب، الفصل مش سعته ياخد 100 عيل».
وتقول أم صفاء، إحدى سيدات «صرد»، إن أمهات الطلاب يعشن فى خوف وترقب كل يوم خاصة بعد أن ازدادت حوادث الخطف والانقلاب على الطرق وتعرض الأطفال للوقوع من فوق السيارات المكشوفة وتعرضهم للأذى، وكل هذا فى سبيل الوصول لمدرسة قريبة، وأوضحت «كرهت التعليم اللى هيضيع بنتى منى ويخوفنى عليها كل يوم، بدأت أخليها تغيب من المدرسة عشان خايفة عليها أو أبوها يوصلها لحد باب المدرسة».
ويضيف محمود الأسوانى، من قرية صرد، أن القرية تبعد نحو 10 كيلومترات عن مركز قطور، وأهالى القرية برغم عدم قدرتهم المالية إلا أنهم قاموا بجمع تبرعات نحو مليون جنيه وشراء قطعة أرض وتوفيرها لبناء مدرسة تستقبل أبناء القرية، ولكن المسئولين رفضوا أن يحققوا حلمهم ورفضوا بناء المدرسة، واستمر حال الطلاب ما بين تكدس فى الفصول والسفر عدة كيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة، مؤكداً أن الأهالى سعوا خلال الـ4 سنوات الماضية بتقديم شكاوى وأوراق إلى هيئة الأبنية التعليمة لاتخاذ أى إجراء تجاه تلك الأرض، وإدراجها تبعاً للمبانى التعليمية التى يتم إنشاؤها.