منذ أعوامه الأولى صاغ الإسلام دبلوماسيته ولكن بإمكانيات ورؤية العصر، عرف الرسول أنه من الضروري أن يتواصل مع الآخر بطرق مختلفة غير الإغارة عليه وغزو بلاده، أدرك أنه لا بد في بعض الأحيان من إيفاد شخص يمهد لشيء ما يخطط له أو يهيئ الناس لمجيئه أو يتفاض مع الطرف الآخر، فكان هذا الشخص مصعب بن عمير الذي عبّد الطريق لأحد أكبر الأحداث في تاريخ الإسلام: هجرة الرسول.
ولد مصعب بن عمير ونشأ في مكة المكرمة، أمه خنّاس بنت مالك بن المضرب العامرية، أسلم سرًا في دار الأرقم خوفًا من قومه، اختاره الرسول ليُعلم الدين كما لقب بأول سفير في الإسلام.
اسمه الكامل مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، وكنيته أبو عبد الله، وتوفي في العام الثالث الهجري في غزوة أحد، وبمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1439، يستعرض "الوطن"، أبرز أحداث حياة أول سفير في الإسلام.
1_ كان مُصعب في صغره وقبل إسلامه شابًا مدللاً منعمًا، يلبس أغلى الثياب، ويعرفه أهل مكة بعطره الذي يفوح منه دائمًا، نشأ في أسرة غنية من أغنى أغنياء قريش.
2_ أسلم مُصعب بن عُمير، في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفاً من أمه خناس بنت مالك، التي تتمتع بثراء وقوة، فكان يلتقي بالنّبي عليه الصّلاة والسّلام سرا، يتعلم أمور الدين، وعندما شاهده عثمان بن طلحة أبلغ أمه وحرمته من الثراء وتخلت عنه، ولكنه ظل على إسلامه.
3_ اختاره الرسول عليه الصّلاة والسّلام ليعلم الدين اثني عشر رجلاً من الأنصار، بايعوا وعاهدوا النّبي على البقاء على دينه، في بيعة العقبة الأولى، حيث كان عالماً بالقرآن الكريم، كما كان يتمتع بالهدوء واللباقة وكياسة الحديث والصبر والحكمة ورقة القرآن، وبذلك أصبح سفيراً للإسلام في أرض يثرب.
4_ أسلم على يديه سيد الأوس والخزرج سعد بن معاذ رضي الله عنه، وارتفع عدد المسلمين في يثرب إلى سبعين رجلاً وامرأة، وهؤلاء هم الذين وفدوا إلى الرسول عليه الصّلاة والسّلام في بيعة العقبة الثانية بموسم الحج يتقدمهم مُصعب بن عُمير.
5_ نجح مُصعب في بناء قاعدة إسلامية في يثرب، تمهيدًا لهجرة المسلمين من مكة إلى المدينة المنورة، وشهد مع النبي محمد، غزوة بدر وأحد، واستشهد في الأخيرة، على يد ابن قمئة الليثي، بعدما هاجمه وضرب يده اليمنى فقطعها، فأخذ بن عمير، اللواء باليسرى فقطعها ابن قمئة، فضم مصعب، اللواء بعضديه إلى صدره، فطعنه ابن قمئة برمح في صدره فقتله.
تعليقات الفيسبوك