بيلا الثانوية بنات.. الأهالى اشتكوا ارتفاع الكثافة فحولها المسئولون لنظام الفترتين
كثافة الفصول أزمة مستمرة بمدارس بيلا
سور طويل، زُين بمجموعة من العبارات والرسومات، تحمل أبيات شعر ونثراً عن «حب الوطن»، تتوسطه بوابة حديدية عرضها أربعة أمتار تم طلاؤها بألوان علم مصر، تحمل فوقها لافتة كبيرة مدوناً عليها «مدرسة بيلا الثانوية بنات الجديدة»، بمدينة بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ. منذ عدة سنوات، فوجئ أهالى المدينة بقرار صادر عن مديرية التربية والتعليم بمركز بيلا، بتحويل المدرسة للعمل بنظام الفترتين، بدعوى انخفاض أعداد الفصول فى مواجهة التزايد المستمر فى أعداد الطالبات، الأمر الذى أثار غضب الأهالى الذين يرون أن نظام الفترتين غير مفيد للطالبات ويتسبب فى ضياع يومهن دون تحصيل، خاصة فى ظل حصول بناتهم على دروس خصوصية بشكل يومى، وأن الحل السليم يكمن فى قيام هيئة الأبنية التعليمية بالمحافظة ببناء فصل أو اثنين لكل مرحلة، ومن ثم لن تكون هناك حاجة لنظام الفترتين، خاصة فى مرحلة تعليم ثانوى يُحدد مستقبل الطالبات.
تقول أمانى أحمد، ولى أمر طالبة، إن المدرسة تم بناؤها منذ عشرات السنين، ومنذ ذلك الحين لم تتم توسعتها أو صيانتها، وعندما اشتكى بعض الأهالى من ارتفاع كثافة الفصول فى الإدارة التعليمية، مطالبين بصيانتها وتوسعتها لتخفيف الضغط فى الفصول، قام المسئولون بتحويلها لنظام الفترتين على عكس رغبة الأهالى، ما دعانا للمطالبة بإعادتها لما كانت عليه من قبل، فجاء رد المسئولين بأنهم استجابوا لطلبنا الأول ولا يمكنهم الرجوع فيه، الأمر الذى دعانا للهروب من ذلك المأزق بالذهاب للدروس الخصوصية على حساب اليوم الدراسى، خاصة فى ظل عدم تفعيل الحضور والغياب، وعدم الاهتمام بالتعليم داخل الفصول، الذى لم يعد له دور فعال «ولا بيقدم ولا يأخر مع الطالب غير إنه بيضيع له اليوم من غير فايدة وخلاص».
وأضافت «أمانى» أن الطالبات فى الفترة الثانية يمكثن داخل المدرسة حتى المغرب وأحياناً بعد ذلك، الأمر الذى يتسبب فى ضياع اليوم ويفوت الفرصة عليهن فى تحصيل دروسهن والمذاكرة، دون أن يأخذ المسئولون عن القرار فى اعتبارهم أن المدرسة ثانوية عامة، أى إنها المرحلة التى تحدد مستقبل الطلاب، وليست للمرحلة الابتدائية أو الإعدادية، مضيفة: «إزاى نبقى عمالين نهدّى الجو فى البيت ونحاول نوفر كل الإمكانات لبناتنا عشان ربنا يكرمهم، والمديرية بدون أى مسئولية تطلع قرار غير مدروس زى ده». وتساءل ياسر خالد، ولى أمر، عن مدى قدرة الطالبة الاستيعابية حتى تبدأ تلقى الدروس منذ التاسعة صباحاً فى مراكز الدروس الخصوصية، وحتى السابعة مساء، توقيت انتهاء اليوم الدراسى فى المرحلة الثانية، قائلاً: «المسئولين لو قاصدين يضيعوا الطالبات مش هيعملوا كده، كان ممكن يقولولنا إن مفيش حل للكثافة، أو إننا نتبرع ونبنى فصول، إنما دلوقتى مش عارفين نعمل حاجة، وكل ما نروح نشتكى يقولولنا انتو اللى طلبتوا كده، ومش هنقدر نرجع زى الأول».
وأضاف «خالد» أن الخطير فى الأمر -من وجهة نظره-، أن نظام الفترتين لم ينه أزمة الكثافة، ولم يضع العملية التعليمية على طريقها الصحيح، حيث تصل أعداد الطالبات فى الفصل إلى أكثر من 50 طالبة، لذا أصبح الجميع، مدرسون وطلبة، يتعاملون مع اليوم الدراسى دون اهتمام ولا مسئولية، ولا يتم تفعيل الغياب والحضور، الأمر الذى دعا مجموعة من الأهالى إلى عرض التبرع بقطعة أرض من أجل بناء مدرسة جديدة عليها وأن يتم تشغيل المدرستين فى وقت واحد، فأخبرهم مسئول هيئة الأبنية التعليمية فى المحافظة بإمكانية التبرع بالأرض وبعد أن يتم إدراجها فى خطة التنفيذ، سوف يكون لمديرية التربية والتعليم الحق فى تشغيلها فى المرحلة التى تراها مناسبة «عشان مفيش مكان ينفع يكون فيه مدرستين لنفس المرحلة جنب بعض».