الأسواق الشعبية كانت فرصة أخيرة للعديد من الأسر لشراء مستلزمات المدارس بأسعار مناسبة لأولادهم، حيث تعرض البضائع من شنط وجزم وكشاكيل وكتب خارجية على الأرض بأسعار أقل وجودة ضعيفة أو مستعملة، ويحرص العديد من الباعة على انتهاز الفرصة من أجل المكسب، فيشدون الرحال إلى مناطق مختلفة ويفترشون الأرض بحثاً عن رزق قبل موسم المدرسة.
إبراهيم شعبان يذهب كل يوم إلى سوق مختلفة منها «الجمعة والمنيب» وغيرهما، تلتف النساء حوله لمعاينة الشنط المترامية، بينما يقف هو ناظراً لهن وهن يتفحصنها، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة لأنه يعلم أن نهاية المعاينة رحيل بلا شراء، بينما يستمر هو فى الرحيل من سوق إلى سوق دون جدوى: «الشمس كلتنى على الفاضى ومحدش بيشترى»، يرددها أمام مجموعة نساء بعصبية، فترد عليه واحدة: «بتقول إيه؟.. اسمها الشمس، وبعدين البضاعة مش قد كده».
مع رحيلها، يخبط «إبراهيم» كفاً على الآخر، مردداً: «الدنيا بايظة خالص، مفيش بيع ولا شرا»، سيدة أخرى تفاصل معه لتنزيل ثمن الشنطة من 125 جنيهاً إلى 100 فقط، فيرد: «ده أنا شاريها من التاجر بـ125 جنيه يعنى؟»، أما أرخص شنطة على فرشته فتساوى 35 جنيهاً، لكن بعد فحصها تركتها زبونة ورحلت: «دى ماتشلش حاجة أصلاً، دى صغيرة قوى وهتتقطع بسرعة».
فى سوق أخرى وأمام بائع آخر وقفت أسماء عبدالهادى تقلب فى الشنط المعروضة وتقول لأولادها: «غالية جداً». تعبها من اللف هو سبب عصبيتها، فبعد سؤالها فى أكثر من محل وحسبتها جيداً، وجدت أن تكاليف المستلزمات لأولادها الثلاثة قد تتعدى الـ800 جنيه: «هنا فى الشارع أرخص شوية، بس برضو غالى، الشنطة بـ120 جنيه، وأم 85 لو اشتريتها وحشة ومش هتعيش».
تسرح بعدها فى مصاريف الأقلام، تم تردد: «يالهوى.. ولسه الكوتشيات»، حينها تنظر لابنتها وتقول: «يلا مفيش شنط السنة دى»، فتبكى البنت وتردد: «لأ فيه وهنجيب». الحال نفسه بالنسبة إلى عزة تامر، حيث اقتصرت جولتها على الأسواق الشعبية، بحثاً عن مستلزمات مدارس بأسعار «على قد الإيد»: «الحاجة يا إما وحشة يا غالية».. القرار الذى اتخذته «عزة» بعد ذلك أزعج أبناءها: «خلاص هقضى بحاجات السنة اللى فاتت».
أما وردة محمد، فقررت بيع الكتب والكشاكيل المستعملة قبل بدء العام الدراسى، حالة المنتجات رديئة، كتب مكتوب فى بعض أوراقها، وتبيع أى قطعة على فرشتها بخمسة جنيهات، ورغم ذلك فهى تعانى من فصال الناس: «بيفاصلوا فى الجنيه، الناس عايزة تشترى الحاجة بنص جنيه، ده ساعات أبيع بخسارة، عشان يبقى معايا أى فلوس».
تعليقات الفيسبوك