صارت السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي، جزءا من روتين حياتنا اليومية فأغلب المصريون يتعارفون من خلال فيسبوك ويتواصلون مع دوائرهم على تويتر وينشرون صورهم على إنستجرام.
وكثيرون ينشرون آرائهم المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي دون حتى أن يعلموا أن لآرائهم دور في عملية التغيير المجتمعي. وانطلاقا من فكرة المجال العام الذي طرحها الفيلسوف "يورجن هابرماس" وعرفها بأنها مجتمع افتراضي أو خيالي لا يوجد بالضرورة في أي مكان محدد فيمكن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي أداة للمجال العام الافتراضي أو ذلك القائم في العالم الافتراضي على شبكة الإنترنت إضافة إلى دورها الأساسي في التشبيك وبناء العلاقات على كافة المستويات.
لقد خلقت مواقع التواصل الاجتماعي مجالا عاما افتراضيا يتشارك فيه رواد تلك المواقع الحديث حول العديد من القضايا المجتمعية والسياسية إضافة إلى حشد ومناصرة تلك القضايا وقد نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك في بعض القضايا الشهيرة ولنا في قضية خالد سعيد مثالا، لكن هذا الدور من وجهة نظري أراه لم يكتمل بعد نتيجة بعض العوامل التي قد نتفق أو نختلف عليها وأهمها هو حديث عهدنا بالمشاركة العامة عامة وفي المجال العام الافتراضي بخاصة وعدم إلمام البعض لأسس وقواعد المشاركة إضافة إلى عدم الاتفاق الضمني عليها فكثيرون لا يطبقونها وغير مقتنعين بها من الأساس مع تحول هذا الفضاء في بعض الأحيان إلى مجرد ساحة للنزال وليس لإبداء الآراء.
إن دور السوشيال ميديا ليس تجميع المتفقين فكريا معا في بوتقة واحدة في محاولة لصهرهم معا أو حصر أعدادهم وانتماءاتهم، لكن دورها هو خلق الأرضية المناسبة للتواصل فيما بينهم والتقريب من المسافات التي تبعد ما بينهم، لكي يحققوا الخير لأفراد المجتمع كافة، ومن هنا ينبثق دور السوشيال ميديا في القضايا المجتمعية، وقيامه على مبدأ المساواة والكرامة الإنسانية لتعزيز المواطنة الحاضنة للتنوعات المختلفة التي تقوم على شقي بناء الثقة والتعايش السلمي المستدام، ولكي نعزز هذا الدور لا بد من رفع الوعي عن أهمية المشاركة الفعالة وأهمية الإيمان بمبادئ المشاركة العامة والاعتراف بكافة حقوق الإنسان والإقرار بالتنوع وتقبل الآخر.