58 دولة تحسم المعركة بـ«التصويت السرى» ودبلوماسيون يحذرون من «سرقة المنصب»
السفيرة مشيرة خطاب فى لقاء مع «السيسى»
تشهد انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة منافسة شرسة بين 7 مرشحين، منهم 3 عرب فى مقدمتهم المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، التى أجرت تحركات واسعة على المستوى الأفريقى والإقليمى والدولى على مدار الأشهر الماضية، جنباً إلى جنب مع جهود دبلوماسية رسمية وشعبية وصلت إلى محطتها الأخيرة بانتظار نتيجة التصويت الذى يدلى به أعضاء المكتب التنفيذى للمنظمة، بعد غد، المكون من 58 مقعداً، بينها 7 مقاعد عربية هى «مصر ولبنان والسودان والمغرب والجزائر وقطر وعمان».
وتوقع دبلوماسيون وسياسيون وخبراء زيادة فرص «خطاب» فى مواجهة المنافسين، وقدرتها على الفوز فى الانتخابات، خاصة فى ظل الانتقادات التى تعرضت لها المرشحة الفرنسية الأبرز أودرى أزولاى، وزيرة الثقافة فى حكومة فرانسوا أولاند، من عدد من المثقفين الفرنسيين، وكذلك تراجع حظوظ المنافسين العرب، وهما فيرا خورى من لبنان، وحمد الكوارى من قطر.
المرشحان الفرنسى والصينى أبرز المنافسين.. ومخاوف من تفتيت الأصوات بين المرشحين العرب الأربعة
وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، إن حظوظ المرشحة المصرية كبيرة فى الانتخابات الحالية، ووزارة الخارجية لعبت دوراً كبيراً وأساسياً فى دعمها، وقامت العديد من البعثات والسفارات الدبلوماسية بالخارج بمجهود كبير فى الترويج لبرنامجها الانتخابى خاصة بين دول المكتب التنفيذى لليونيسكو، مضيفاً أن العديد من المنافسين يواجهون مشكلات كبيرة، بعضها يتعلق بعدم الحصول على دعم داخلى فى بلدانهم مثل المرشحة الفرنسية، أو دخول بلدانهم فى أزمات دبلوماسية وسياسية كبيرة مثل مرشح قطر الذى باتت دولته متهمة من أشقائها ودول أخرى كثيرة بدعم الإرهاب فى المنطقة العربية، مشيراً إلى أن «خطاب» عقدت جلسات ومناقشات عديدة على هامش الدورة مع وفود الدول المختلفة، وتم استغلال الأمر أفضل استغلال، مشدداً على أن مصر جديرة بأن تحظى بهذا المنصب الرفيع، خاصة أن الدول العربية لم يسبق لها الفوز برئاسة اليونيسكو، ومصر لديها رصيد كبير من الحضارة والثقافة يعطيها الحق فى اعتلاء المنصب.
وقال السفير عاصم مجاهد، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية سابقاً، إن المرشح الصينى يعتبر من أقوى المرشحين فى الانتخابات، إلى جانب المرشحة الفرنسية، مؤكداً أن الانتخابات صعبة خاصة فى ظل التصويت السرى، لأن بعض الدول أعلنت دعمها لمصر لكن لحظة التصويت تكون سرية، وبالتالى لا يمكن السيطرة عليها، متابعاً: «بالرغم من ذلك، تظل حظوظ المرشحة المصرية قوية، خاصة فى ظل الدعم الرسمى الكبير لها، بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس مجلس الوزراء الذى استقبل السفيرة مشيرة خطاب وأعلن أنها المرشحة المصرية فى بيان رسمى، إضافة إلى وزارة الخارجية التى تؤدى دوراً كبيراً فى مؤازرة ودعم السفيرة»، محذراً من أن تنجح جهود المرشحة الفرنسية فى اللحظات الأخيرة فى سرقة المنصب بجذب الأصوات الأوروبية لصالحها، إضافة إلى بعض دول الاتحاد الأفريقى الناطقة بالفرنسية ويطلق عليهم دول الفرانكوفونية، الذين قد يخرجون عن الإجماع الأفريقى حول المرشحة المصرية لحساب مرشحة فرنسا، وأشاد «مجاهد» بمرافقة سامح شكرى، وزير الخارجية المصرية، للسفيرة مشيرة خطاب فى باريس لحضور الساعات الأخيرة قبل التصويت، واستمرار عملية الاتصالات والترتيبات عن قرب، مشيراً إلى أنه كان هناك تعهد من بعض الدول الكبرى داخل اليونيسكو بأن يكون المنصب هذه المرة من نصيب إحدى الدول العربية، وفى حالة الالتزام بهذا الوعد تصبح مشيرة خطاب هى المرشحة الأولى للفوز، متابعاً: «نأمل أن تفوز مصر باتصالاتها وعلاقاتها، خاصة أن مصر عضو مؤسس فى منظمة اليونيسكو، ونجاح مصر على المستوى الإقليمى والدولى خلال الفترة الأخيرة، وإحراز تقدم فى العديد من الملفات مثل المصالحة الفلسطينية يكون ذلك عنصراً مساعداً للنجاح والفوز بهذا المنصب الرفيع، الذى تستحقه مصر عن جدارة».
وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، مدير حملة السفيرة مشيرة خطاب فى انتخابات اليونيسكو، إن الدول الأفريقية جددت التزامها بالتوافق حول المرشحة المصرية بالإجماع، فيما أعطت دول غير أفريقية لها حق التصويت تعهدات مكتوبة لمصر بالتصويت لصالح «خطاب».