الدعاة الجدد: «بدلة وتيشرت».. والنتيجة «موت مبكر»
معز مسعود ومصطفى حسني
بدأت ظاهرة الدعاة الجدد منذ سنين قريبة، فمع تراجع أنماط التدين الحركى، سواء من الأزهر أو الجماعات الإسلامية، قدم بعض المنتسبين للدعوة الإسلامية أنفسهم بشكل مستقل بعيداً عن أى انتماءات، وعرفوا أنفسهم بأنهم جمعوا بين التعليم الدينى والمدنى، وما بين التجارة وفن «إدارة الذات» و«التطوير البشرى» وعلوم الإدارة الأمريكية. ويعد عمرو خالد ومعز مسعود ومصطفى حسنى أبرز الدعاة الجدد، فيما يصف الباحث الراحل حسام تمام، عمرو خالد بأنه الأيقونة والأكثر تمثيلاً للظاهرة.
الباحث السويسرى، باتريك هاينى، وصف فى كتابه «إسلام السوق»، ظاهرة الدعاة الجدد بقوله: «ظاهرة دعوة عصرية تبتعد عن السياسة، لطبقات لا يوجد لديها أى مشاكل اقتصادية ولكنها تريد أن تعطى كثافة أكبر للأخلاق، ليس الأخلاق بمعنى القيم الكبرى، إنما بشكل أبسط من ذلك مثل نشر المحبة والتسامح، وهى نتيجة للعولمة التى شجعت ظهور أنماط جديدة للأسلمة، إسلام ينبثق عن نزع السياسة عن الرموز الرئيسية فى مسار إعادة الأسلمة أو لخيبة الأمل الناتجة عن ثقافة نضالية تسلطية تنفك عن الجماعية التى ميزت الإسلام السياسى».
ويؤكد «هاينى» أن هذه الدعوة الجديدة تتماشى مع الثقافة الاستهلاكية، حيث يبتعد هؤلاء الدعاة عن اللغة الفصحى ويستخدمون لغة سهلة، يحضرون حفلات عامة يلتقطون خلالها الصور مع المعجبات، فضلاً عن حفلات التوقيع وهو ما جعلهم أقرب إلى نجوم السينما.
«المهدى»: «25 يناير» كشفت الجميع والدعاة السابقون احترقوا لتسببهم فى انقسام مجتمعى.. وباحث سويسرى: ظاهرة عصرية موجهة لطبقات بلا مشاكل اقتصادية
يقول الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، كانت أحداث ثورة 25 يناير كاشفة للجميع، وقد كان للدعاة بريق كبير ومريدون والنجوم الأوائل، ولكن توقعات الناس منهم أحبطت تماماً، فقد كانوا يظهرون فى صورة المصلحين والأبطال المنقذين، وكانت صورتهم الإيجابية مترسخة بشكل كبير فى نفوس الملايين عبر السنين، لكنها لم تختبر وحينما اختبرت بعد 25 يناير فشل الكثير منهم فى هذا الاختبار وجاءت تصرفاتهم عكس المتوقع، فاهتزت صورتهم والتصورات المحيطة بهم، أيضاً اضطراب العلاقة بين السلطة والإسلام السياسى أطلق يد الإعلام لتشويههم والنيل منهم فقضى على البقية المتبقية من مكانة لهؤلاء الدعاة واهتزاز الصورة بشكل أكبر، فقد عمد الإعلام على حجب الدعاة لتكون الضربة الأخيرة للدعاة، خاصة التابعين للإسلام السياسى.