تعرف على أبرز محاور رؤية مشيرة خطاب لرئاسة "يونسكو"
مشيرة خطاب
بدأت المعركة الأضخم والأكبر بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، لاختيار منصب المدير العام، الذي تسعى مصر لاقتناصه من خلال الوزيرة مشيرة خطاب، منذ يوليو 2016، حيث كثفت كل جهودها المحلية والعالمية والإقليمية، وحصلت بالفعل على الدعم الإفريقي والعربي، فضلا عن المؤسسات الدولية الأخرى.
وتشهد انتخابات "يونسكو" هذه المرة، أهمية خاصة حيث يتنافس فيها 7 أشخاص فقط الآن، وتستمر رئاسة الفائز حتى عام 2021، خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا أول امرأة تتولى منصب مدير عام يونسكو، التي تنتهي فترة رئاستها العام الجاري بعد توليها الرئاسة لـ8 أعوام، حيث يسمح قانون يونسكو بفترة ولاية ثانية لمرة واحدة فقط.
وبحسب تقارير إعلامية عدة وشهادة عدد كبير من المسؤولين، تعتبر مشيرة خطاب هي المرشحة الأوفر حظا، حيث إنها تمتلك رؤية متميزة لإدارة المنظمة، سردت بعضا منها من خلال تصريحات سابقة لها، أبرزها أن رؤيتها لمنظمة يونسكو مسلحة بخبرة طويلة في مجال الدبلوماسية وبالقدرة على تقليص الفجوة بين ما يتطلع إليه الناس وبين ما يمكن للأمم المتحدة أن تقدمه، موضحة أن الهدف يتمثل في العمل من أجل أن تصبح اليونسكو منظمة قوية وفعالة قادرة على القيام بمهامها.
وتابعت أنها ترى أن يونسكو تتعرض لحالة تسييس وتعاني نقصا شديدا في الموارد المالية في وقت يحتاج فيه العالم إلى منظمة قوية من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف وتجنيد الشباب من خلال التعليم والثقافة والعلوم وخلق ثقافة تحترم الآخر وتتواصل مع الآخر.
كما أنها أكدت، في وقت سابق، أن البشرية أيقنت منذ أكثر من سبعين عاما أن هناك ضرورة لوضع حد للحروب الضارية ومحاولة التوصل إلى سبل جديدة لتسوية النزاعات المتأصلة والمترسخة، لذلك على "يونسكو" أن تجد نفسها في هذه الساحة العالمية، وينبغي عليها أن تستثمر لتحويل هذا العالم إلى الأفضل ومحاولة فهم عالمنا بشكل أفضل والذي نعيش فيه جميعا معا، لافتة إلى أن "يونسكو" هي وليدة إرادة جماعية لإنشائها، وشهدت تغيرا كبيرا من حولها وأن الأفكار التي تأسست عليها أصبحت مهمة أكثر من أي وقت مضى.
وأكدت مرشحة مصر أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية استخدام الاكتشافات العلمية، مضيفة أن رؤيتها تقوم على أن "يونسكو" منظمة شفافة وفعالة ينبغي توفير الموارد اللازمة لها وتمكينها من القيام بعملها من خلال دعم الدول الأعضاء حتى تركز على الأهداف المنشودة وأن تكون أقرب إلى الناس في الميدان وأقرب إلى مهمتها.
وأضافت أن رؤيتها لـ"يونسكو" تستند إلى الأهداف المشتركة وبناء توافق الآراء وتفادي الانحياز، فضلا عن التركيز على زيادة الحصة التي تحظى بها "يونسكو" في ميزانيات الدول الأعضاء وبحث مصادر تمويل أخرى من خلال إقامة شراكات شفافة وفعالة لا سيما مع المجتمع المدني والشركات متعددة الجنسيات، لافتة إلى تجربتها الناجحة في هذا الصدد في مصر.
بينما يمثل بالنسبة لها، مساعدة الدول الأعضاء على صياغة السياسات العامة وتحديد الأولويات الوطنية، أمرا رئيسيا ينبغي أن تركز عليه "يونسكو" لإتاحة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت إن التعليم هو مفتاح النجاح وهو المجال الأول من اختصاصات "يونسكو" وله تأثير إيجابي على كل المجالات الأخرى، واصفة مواكبة "يونسكو" للدول الأعضاء في تحسين كيفية الاستفادة من الخدمات التعليمية والنهوض بتوعية التعليم بالأمر الأساسي والمهم والحاسم، لافتة إلى أن التعليم الجيد يتغير تعريفه حسب الزمن وينبغي أن يواكب التحولات التي يشهدها العالم، مؤكدة أن الهدف الرابع للتنمية المستدامة ليس منفصلا عن الأحداث الأخرى بل يتدرج في إطار مجموعة أهداف التنمية المستدامة.
وتابعت قائلة إن التسامح يمثل الأولوية بالنسبة للمجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتشدد والتطرف، مشيرة إلى ضرورة تدريب وسائل الإعلام والاهتمام بالتعليم في مجال حقوق الإنسان لكي يكون هناك أساس لوضع استراتيجية للتنمية.
وحول كيفية نزع الطابع التسييسي عن أنشطة "يونسكو"، شددت "خطاب" على أن التسييس شل حركة "يونسكو" لفترة طويلة وسنحتاج إلى وقت لاستئصاله، مؤكدة أن الأمر سيتوقف على إرادة الدول الأعضاء في هذا المقام.
ونوهت بأنها ستسعى لبناء التوافق بين الدول الأعضاء للتركيز على القواسم والمصالح المشتركة وبناء الثقة بين الدول، مؤكدة أنها على يقين أنه من خلال التنسيق عن طريق منظومة الأمم المتحدة وإقامة الشراكات مع الهيئات الأخرى المسؤولة والمعنية سيتم حل مشكلة التسييس.
وأشارت مرشحة مصر إلى أهمية جهود الإصلاح والحوكمة السليمة داخل "يونسكو" ووجود زخم جديد لمزيد من الإصلاح من خلال الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة عدم إهدار الوقت في التسييس وأن تركز "يونسكو" على مجالات اختصاصها التربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات، لافتة إلى المسؤولية التي تقع على عاتق المنظمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق بكيفية تعزيز عمل "يونسكو" الميداني، أكدت مشيرة خطاب أهمية دور المجتمع المدني لترسيخ أقدام "يونسكو" على الأرض حتى تتمكن من مساعدة الفئات الأكثر تهميشا واحتياجا، مبينة أنه يمكن التحرك من خلال عدد من الآليات ومن بينها توفير الموارد والاعتماد على اللجان الوطنية والمكاتب المحلية والإقليمية لـ"يونسكو" وكذلك استغلال التكنولوجيا لبناء القدرات وتعزير التعاون بين الشمال والجنوب.
وكشفت عن اعتزامها إنشاء ملاذات وطنية لحماية التراث الثقافي وزيادة التوعية لدى السكان المحليين بأهمية الحفاظ عليه، فضلا عن مواصلة التعاون مع مختلف منظمات الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
وفيما يتعلق بالمشكلات المالية لـ"يونسكو"، قالت مرشحة مصر إن هناك مشكلة جسيمة في التمويل تؤثر على نشاط "يونسكو" الميداني، معتبرة أن زيادة الموارد مرهون بالنجاح في الإصلاح المنشود ومن شأنه استقطاب المزيد من الأموال، وأنه على الجهات المانحة إدراك أنه من مصلحتها الاستثمار في "يونسكو".
كما أكدت أن مهمتها- حال تولت رئاسة "يونسكو"- ستشمل حزمة من التدابير والمبادرات، من بينها تشجيع الدول على تسديد اشتراكاتها، بجانب البحث عن وسائل تمويل غير تقليدية.