تعرف المفارقة بأنها توليفة من الجهل والعلم لكن بنسب تختلف بها شكل الحيكة والبناء الدرامي بل ونوع الكتابة نفسها، وأشهر انواع المفارقة الموجودة فى الحبكة البوليسية مثل معظم روايات أجاثا كريستي من خلال الرواية نصل لمعلومات نحاول منها معرفة من القاتل؟ وبالتالي فإن الجهل يتناقص مع زيادة معلوماتنا.
عكس المفارقة الكوميدية تماما، حيث العلم هو الأساس فالمتفرج يعرف كل الشخصيات وطباعها منذ البداية، لكن بعض الشخصيات لا تعرف شئ فمثلاً عندما تظهر المدرسة عفت في مدرسة المشاغبين وتبدأ في الكلام عن فصل المشاغبين نحن نضحك من المفارقة الكوميدية، إنها تجهل أنها تكلم زعماء المشاغبين مرسي وبهجت، فنحن نضحك على جهلها، إذن المفارقة هنا أيضا جهل وعلم لكن بصورة مقلوبة، مما يحدث تعامل خاطئ مع الشخصيات وهنا نضحك.
فؤاد المهندس في سيدتي الجميله عندما يتكلم عن "بعضشي"، ويصفه بالحرامي والقاتل نحن نضحك على ادعاء الشخصية العلم لكنها تجهل من تكلم؟ ويتزايد الضحك مع رد فعله غير المتوقع.
مفارقة التعامل الخاطئ مع الواقع أو الحدث أحد أنواع المفارقات المعتمد أيضا على جهل الشخصية وعلم المتفرج، فمثلاً إسماعيل يس في بيت الأشباح مثالا، حيث لا يعرف البطل أنه يخطو إلى بيت أشباح، لكن لماذا لم تتحول هذه المفارقة إلى رعب أو تشويق كامل؟ لهذا عدة أسباب فمنذ البداية (العنوان) وإنت تستعد لإطلاق الضحكات، فالبطل معروف بشخصيته الكوميدية، وبناء الحبكة معتمد على ادعاء الشخصية الشجاعة مقابل الخوف والهروب الذي نراه فى الفيلم.
كيف نحول مفارقة كوميدية مضحكة إلى مفارقة بوليسية؟ مثلا فيلم الكوميديا إسماعيل يس في بيت الأشباح لو غيرنا خط الحبكة، حيث نخفي كل المعلومات عن المتفرج ونزيد الغموض يتحول الموضوع إلى تشويق، أو العكس حيث نحول مفارقة بوليسية معتمدة على جهل المتفرجين والشخصيات بما يحدث مثل فيلم سايكو، فنحن نحوله إلى معلومات يعرفها الشخصيات والمتفرجين حتى نصل لفيلم كوميدي، حيث نضحك على تعامل الشخصيات الخاطئ مع الشخصيات الأخرى.