مصر عاشت أجواء انتخابات رئاسية تعددية، تنافس فيها أكثر من مرشح على قدم المساواة، وبدأت بحظوظ متساوية فى القانون والإجراءات للمتنافسين، فالانتخابات التنافسية تقوم على التنوع ومنح الفرصة للناخبين للاختيار بين أكثر من مرشح.
الرئيس عبدالفتاح السيسى نال المنصب الرئاسى فى ولايته الأولى بعد ثورة 30 يونيو، فى انتخابات تنافسية مع المرشح حمدين صباحى، وهى الانتخابات التى اعترف العالم بأنها انتخابات حرة وعادلة وحيادية وإجراءاتها صحيحة، وأقر العالم بالنتائج بعد اعتراف المنافس صباحى بالنتيجة وبهزيمته، ليضفى على الانتخابات مصداقية كاملة باستكمال أحد الإجراءات المهمة فى الاستحقاق الانتخابى وهو اعتراف المنافس بالنتائج.
بغض النظر عن الأرقام والنتائج وما حصل عليه كل منافس فى الانتخابات الأخيرة، إلا أن العملية الانتخابية شهدت تنوعاً أمام الرأى العام، وجاءت النتائج تعبيراً عن انحياز لتوجه واختياراً لشخص وفقاً للاقتناع بالفارق والمتغير بين الاثنين المتنافسين.
الرأى العام العالمى وقادة العالم اعترفوا بنتائج الانتخابات وأقروا برئاسة السيسى للبلاد دون تحفظات لفوزه بالمنصب فى انتخابات تنافسية حرة وعادلة، ولاكتساحه المنافسة بأغلبية كاسحة دون تدخلات إدارية أو أمنية أو ضغوط على الناخبين.
العالم تعامل مع قائد مصر باعتباره زعيماً محاطاً بتأييد شعبى كاسح، يسانده الشعب بالغالبية العظمى من فئاته وقواه الحية، ومؤيداً من رأى عام متعدد ومتنوع يخوض مواجهتين فى منتهى العنف والقسوة.. الأولى تتعلق بالإرهاب والثانية باستعادة الدولة والتنمية.
نجاح العملية الانتخابية التنافسية دفع أغلب قادة العالم لتبديل مواقفهم وسحب تحفظاتهم والتعامل مع مصر كدولة قوية يلعب الشعب فيها الدور الأساسى فى الاختيار، وعلى أساس وجود رئيس مدعوم بقوة رهيبة من شعبه.
الزخم الذى حصل عليه السيد الرئيس ما كان ليحصل لولا فوزه فى انتخابات تنافسية قطعت كل الطرق على أقاويل كثيرة كانت ممكنة الحدوث، وساعدت الدعايات الانتخابية وجولات المرشحين وحشد أنصارهم فى إضفاء الأجواء المناسبة على حالة انتخاب رئيس البلاد.
فى الانتخابات الشعب يختار، والاختيار يتطلب بدائل حتى لو كانت بفروق شاسعة وحظوظ شعبية غير متساوية، والاختيار يقوم على التنوع والتعدد، وأهمية وجود تعدد فى الاختيار هو إضفاء الشرعية الشعبية على برامج وسياسات المُنتخب وتوفير الدعم الشعبى المطلوب لتنفيذ هذه الأفكار خلال فترة الولاية الرئاسية وترسيخ مفهوم تعدد وتنوع وجهات النظر بديلاً للرأى الواحد.
تحرك أنصار أى مرشح لدعمه وحض الناس على الالتفاف حوله وتدعيمه أسلوب ديمقراطى مشروع ضمن أساليب وأدوات متعددة يستخدمها المتنافسون فى التحضير لمنافسة انتخابية قوية تحسمها أصوات الناخبين فى النهاية وهم يصوتون لمرشح على حساب الآخر. نحن مقبلون على مرحلة بالغة الأهمية فى تاريخ البلاد من المنتظر أن تشهد اكتمال أغلب المشروعات التنموية الكبرى والجديدة، واستكمال بناء الدولة المصرية بأطر ديمقراطية تدفع بالأحزاب السياسية والنقابات والمجتمع المدنى داخل معادلة القرار، وتصعيد المواجهات الأمنية مع قوى وجماعات الإرهاب فى حرب ذات ملامح إقليمية غير مسبوقة، واشتباك مع مخططات سياسية ساعية إلى فرض سايكس بيكو جديدة وتفتيت الدول الوطنية فى بعض جوانب المنطقة، لذلك فإن احتياجاتنا تتطلب مواصلة ما بدأنا فيه دون أن ننتقص من وسائله أحد الملامح الأساسية وهى الانتخابات الرئاسية التعددية.