«عبدالله» شاب فى العقد الثانى من عمره، تركته أسرته وحيداً بين جدار منزلهم بإمبابة، بسبب عمل والده فى دولة الكويت منذ سنوات، لا يؤنس وحدته سوى مخدر «الاستروكس»، وهو نوع جديد من المخدرات ظهر قبل سنوات قليلة، يدمر الشباب ويقضى على حياتهم، الأب والأم هناك لجمع الأموال، والابن هنا تائه بين أصحاب السوء، الذين دفعوه لبيع شقته وسيارته وحتى هاتفه المحمول، يسير فى الشوارع يصرخ من الألم وضياع مستقبله وفقدان حنان والديه: «يا تمنعوه من السوق، يا الحكومة تقبض عليهم، يا يحبسونى، تعبت».
آهات تظهر وتختفى على وجهه منتظراً من يمد يده له لإنقاذه: «كنت شغال مصور تحت الميّه فى مرسى علم والزفت ده ضيعنى بقيت عاطل مش قادر أشتغل ولا عارف أعيش».
عامان ونصف العام وهذا المخدر يغزو جسده وعقله حتى أدمنه، ويقول: «أول ما أشرب سيجارة أفضل مغيب لفترة، وأتوه فى الدنيا وما أبقاش دارى بأى حاجة» ويضيف: عايز اخف، يحكى أن هذا المخدر يمثل خطورة هائلة على الشباب لأنه قد يؤدى إلى سكتة قلبية: «طول ما الناس اللى بتبيعه موجودة هنفضل نشرب»، مشيراً إلى أن سعر السيجارتين منه بـ50 جنيهاً: «فيه ناس بتدفع أكتر».
الدكتور تامر حسنى، استشارى علم النفس وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة المخدرات، يعلق قائلاً: «الاستروكس يعتبر الجيل الثانى من مخدر الفودو الذى ظهر قبل 3 سنوات وانتشر بين الشباب وخاصة المراهقين، عبارة عن كيس مكتوب عليه غير صالح للاستخدام الآدمى كان منتشراً فى بعض دول الخليج وبدأ يدخل مصر على أنه مهدئ للثيران»، مؤكداً أن به مواد فعالة تجعل تأثيره النفسى أقوى 200 مرة من الحشيش والبانجو، ويضيف «ده مخدر مميت مفهوش هزار وعندنا حالات وفيات بسببه، بس معندناش حصر ليها حتى الآن».
تعليقات الفيسبوك