ما إن يقع حادث إرهابى حتى تتحول مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحة نقاش لا تخلو من «فتى» وشائعات وتداول أخبار ومعلومات قبل التأكد منها، بعضها يضر بالأمن القومى للبلاد، وبعضها يتسبب فى مشاحنات بين رواد مواقع التواصل، مثلما حدث مؤخراً بعد الحادث الإرهابى الذى استهدف القوات الأمنية فى منطقة الواحات، حيث أثير جدل كبير حول عدد الشهداء والمصابين، وكذلك عقب إذاعة الإعلامى أحمد موسى تسريباً صوتياً فى برنامجه «على مسئوليتى»، وما تبعه من جدل حول وقف البرنامج أو استمراره، فيما أكد خبراء القانون والإعلام أن الأمر يرجع إلى غياب البيانات الرسمية أو تأخرها، وفى الوقت نفسه تعجُّل المواطنين لمعرفة الحقيقة.
«جمهور السوشيال ميديا مستعجل وواعى، لما المعلومة بتتأخر عليه من مصدرها بيبتدى يشك إن فيه حاجة مستخبية عنه، فبيبدأ ينقل المعلومات على هواه أو على نظرته الشخصية للأمور».. بحسب عصام الإسلامبولى، الفقيه الدستورى، الذى عبّر عن استيائه من عدوى نقل الشائعات بين مستخدمى الفيس بوك، الذين يتناقلون الأخبار دون وعى، ما يخلق جواً من الشكوك بين المواطنين: «الإعلام لو ما نشرش المعلومات اللى عنده بسرعة، جمهور السوشيال بيضطر يخرّج المعلومات اللى عنده وما بيهموش هى صح ولا غلط، لأنه بيبقى شايف إن الإعلام بيحرمه من المعلومة».
«كل فرد بقى بمقدوره إنشاء وسيلة إعلام ويديرها لوحده حتى لو الوسيلة دى صفحته على الفيس بوك».. بحسب ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، فهو يرى أن طبيعة العملية الاتصالية تغيرت كثيراً، ومن سمات ذلك التغيير الانفتاح وتشارُك المعلومات بين الآخرين، كما أن وسائل الاتصال لا يوجد بها أى وسائل للضبط ولا تخضع لمحتوى إخبارى للتقييم، وبالتالى يمكن توقع الكثير من اختلاق الحقائق والأخبار المفبركة.
ووفقاً لـ«عبدالعزيز» فإنه يمكن تفادى تلك الشائعات المفبركة من خلال قيام المسئولين بسرعة إصدار البيانات بشكل عاجل وصريح للأحداث المهمة، وضرورة فرض حالة الإعلام التعددية من خلال منح بعض الأفراد المهتمين بإعلام الآخرين الفرصة فى امتلاك وسائل إعلام خاصة، ما يخلق التنافسية فى سرعة نقل المعلومات الدقيقة والصحيحة، وبالتالى التقليل من حجم المشاكل الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعى، والتخلص من الشائعات نهائياً، التى تثير القلق بين المواطنين.
تعليقات الفيسبوك