«عوض» فى محله بين الشيشة والكتب
يجلس طوال النهار داخل محله الصغير المزدحم بالكتب بمنطقة الدقى، أمامه شيشة متقد فحمها، ينفث منها ويخرج دخاناً يتطاير فى الهواء بين الكتب المعلقة، فى يده كتاب، عندما ينتهى من قراءته، يقوم من على كرسيه الخشبى القديم ليلتقط غيره، يسرح بخياله بين المعروض بطريقة عشوائية: «الكتب بالنسبة لى لازم أقراها وأنا مزاجى حلو وليها طقوس معينة، منها الشيشة».
تعلم «عم عوض» القراءة والكتابة على كبر، يريد تعويض ما فاته بالقراءة طوال يومه، يتجول بين روايات نجيب محفوظ لينتقل إلى إحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم: «أول ما اتعلمت القراءة كنت مبسوط جداً.. كنت ماشى فى الشارع زى المهووس بقرأ لافتات المحلات وأوقف كل واحد فى الشارع وأعرفه إنى بعرف أقرأ وأتباهى جداً».
أصر عم «عوض» على محو أميته بسبب شغفه بحضور أحد الأفلام المترجمة بالسينما منذ فترة طويلة: «كانت الأفلام عرض مستمر.. وكنت بتغاظ جداً من الناس اللى بتعرف تقرأ وبتفهمها، وبعدها أصريت واتعلمت القراءة والكتابة بنفسى فى سنة كاملة عن طريق الكتب التعليمية للغة العربية.. كنت فخور إنى اتعلمت من غير أى مدرس».
تعليقات الفيسبوك