"أحمد" طالب وصاحب "عربة أكل" ولكن.. "البلدية" صادرت حلمه
"دكان".. اسم عربة طعام صغيرة تقف بشارع 26 يوليو في الزمالك، بالقرب من كلية الفنون الجميلة، قرر صاحبها منذ ما يقرب من 3 أشهر أن يؤسس مشروعا خاصا به، وهو الوقوف على عربة ساندوتشات بجانب دراسته بأكاديمية المستقبل قسم النظم والمعلومات، حالمًا بأن تتحول هذه العربة الصغيرة إلى مطعم مشهور في مصر والعالم، ولكنه لم يعلم أن هذا الحلم الصغير سوف تقتله الأيام سريعًا.
قبل عربة الطعام التي يقف بها "أحمد ناجي" بالزمالك، تدرج في وظائف عديدة، منها مصمم جرافيك، ومدير تسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عمله "شيف" في أحد محال الطعام الكبرى، يبدأ أحمد يومه في السادسة صباحًا بتناول كوب من النسكافيه، ثم يذهب بعد ذلك إلى الجامعة التي تنتهي فيها محاضراته مع غروب الشمس، وبعدها يذهب إلى العربة ويبدأ في طهي الطعام مستقبلًا زبائنه الذين أخذوا يترددون على العربة منذ أن عرفوا أنه طالب ويكافح عبر هذه العربة للهروب من البطالة وتكوين سلسلة مطاعم عالمية، بالإضافة لتجهيز شقيقته المقبلة على الزواج.
كبدة وسجق وشيش طاوق وشاورما وفاهيتا وبورجر هي المأكولات التي يقدمها أحمد لزبائنه، ويبدأ سعر الساندوتش من 5 جنيهات وحتى 20 جنيهًا، يتردد على العربة يوميًا ما يقرب من 40 زبونًا نظرًا لقلة ساعات العمل على العربة.
في نهار الثلاثاء الماضي، تفاجأ أحمد ناجي البالغ من العمر 23 عامًا، بالبلدية تداهم عربته الصغيرة وتقوم بتحطيمها وإزالتها على عربة نص نقل، ليقف أمام المشهد والحزن يقتله، "أنا نفسي اتكسرت وراسي كانت في الأرض وأنا بركب العربية بتاعتهم وكأني ببيع مخدرات، شقايا وتعبي وسهري اترموا في الأرض".
ذهب الشاب العشريني مرارًا وتكرارًا إلى الحي التابع للمنطقة، حتى يتمكن من الحصول على ترخيص للوقوف بالعربة متفاديًا مثل هذه المشكلات ولكن دومًا ما كانت الردود على طلبه تشعره بالإحباط، "قالوا لي مفيش ترخيص وسألت على شارع مصر قالوا لي لشباب الخريجين، طب وأنا لسه بدرس أروح أشحت يعني لحد ما اتخرج؟".
بعد كسر عربة الطعام "دكان" التي تكلفت حوالي 11 ألف جنيه، أراد "أحمد" أن يحيط جميع الشباب علما بما مر به بكتابة "بوست" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبالفعل بدأ رواد الموقع في نشر البوست ليصل إلى المسؤولين، ومحاولة مساعدته لاسترجاع العربة، "بشكر الدكتور مُصطفى الفقي، لسرعة تلبيته وتدخله لحل مشكلتي وبإذن الله نوصل لحل مع رئيس حي غرب القاهرة".
"لو الموضوع متحلش والعربية مرجعتش أنا هعمل سندوتشات في البيت وأنزل أبيعها من غير عربية، حتى لو هسخنها على الشمس، مش هرجع عن هدفي ومش هرمي مجهودي اللي فات عشان شوية ظروف"، رغم كل الأحداث التي مر بها "أحمد ناجي"، إلا أنه رفض الاستسلام لتلك الظروف، معلنًا التحدي حتى لو كلفه الأمر الوقوف على أرصفة الطرقات، ممسكًا بالساندوتشات التي كان يقدمها على العربة، رغبة منه في الوصول إلى حلمه.