«الورش» فى حماية «خفير» والحراسة بـ«شومة وحجر»
أحد العمال داخل الورشة
بشرة تميل للاسمرار، اكتسبها نتيجة تعرضه الدائم لأشعة الشمس الحارقة، تتوسطها عينان احمرتا من قلة النوم، وعلى جبهته ارتسمت تجاعيد دلت على بلوغه العقد الخامس من عمره، على هذا الحال كان أحمد عبداللطيف، الذى جاء لمنطقة 6 أكتوبر منذ أكثر من 20 عاماً بحثاً عن الرزق، ظل يتنقل خلالها من وظيفة لأخرى حتى استقر للعمل كخفير لمنطقة «الورش».
«مش معايا أى أسلحة أحرس بيها المنطقة وبكتفى بالشومة والحجر»، يقولها «أحمد» الذى يعمل طوال ساعات اليوم باستثناء ساعتين يريح فيهما جسده النحيل فى غرفته حتى يتمكن من مواصلة عمله مرة أخرى، ويضيف: «بلف على رجلى طول الليل لحد ما أصحاب الورش يفتحوا وبعدها بريح شوية وأقوم أكمل لف عشان أحمى الورش من السرقة، لأنها مسئوليتى لوحدى، ولو حاجة حصلت هتجازى»، لافتاً إلى أنه يعيش وزوجته وأبناؤه الثلاثة فى غرفة صغيرة بمنطقة الورش، إذ تساعده زوجته فى جمع بعض الخردوات وبيعها، فى حين أن ابنه الأكبر يعمل على «توك توك» اشتراه له لمساعدته فى مصاريف بيتهم: «باخد 1000 جنيه فى الشهر من جمعية الصناعات الصغيرة، وبحاول أزود دخل لينا عشان نقدر على المصاريف ورغم إنى بحرس للناس حاجتهم مفيش حد منهم بيدينى حتى جنيه».
يصمت الرجل الخمسينى قليلاً للرد على أحد العمال، ثم يعاود حديثه قائلاً: «قبل ما ألف فى المنطقة بالليل، بحط حجر فى أول الشارع عشان لو فيه عربية داخلة أسمع صوتها وأقدر أمنع أى سرقة ممكن تحصل لأن مفيش غيرى، خاصة يوم الجمعة الدنيا هنا بتبقى خرابة بس بسيبها على ربنا هو الحارس»، موضحاً أن منطقة الورش تعرضت لحادث سرقة قبل سنوات طويلة، إلا أنه تمكن من اللحاق بالسارق ومنعه، لافتاً إلى أنه حينها كان يملك سلاحاً خاصاً به، ويقول «كان معايا سلاح والحكومة أخدته منى لأنه مش مرخص وعملوا لى قضية وأخدت فيها براءة من كام شهر».