ماذا يعني معاملة السعودية حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب؟
السبهان
"حكومة إعلان حرب"، كان هذا وصف ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، اليوم، في حديثه عن الحكومة اللبنانية، بسبب أعمال العدوان التي يقوم بها حزب الله ضد بلاده، في تأكيد لحديث آخر خرج من وزير الخارجية عادل الجبير حول اتهام الحزب بتنفيذ الهجوم الصاروخي على الرياض منذ أيام من أراضي تابعة للحوثيين.
وقال طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، إن الغرض من وصف "سبهان" للأمر بهذه الطريقة هو إعلان الحكومة اللبنانية كحكومة معادية واحتفاظ السعودية بحق الرد كنوع من التصعيد الدبلوماسي بعد الأحداث الأخيرة.
وأضاف فهمي، أن السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة تنقسم إلى خيار استمرار الخلاف بين الحكومة اللبنانية وحزب الله وإيران من جانب والسعودية من جانب آخر، مشيرا إلى أن التصعيد سوف يظل في الإطار الدبلوماسي، ولن يصل للخيار العسكري.
وأوضح فهمي، أن السعودية موقفها قوي حاليا خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول تأييده للموقف السعودي.
وذكر "فهمي" أن الخيار الآخر هو اللجوء للتهدئة، وانحناء الحكومة اللبنانية للعاصفة في الوقت الحالي، لافتا إلى وجود اتصالات اليوم بين كل من ميشيل عون ونبيه بري وسعد الحريري، حيث يشكل مناقشات هذا الثلاثي الملامح للفترة المقبلة.
ومن جانبه قال أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن مصطلح "حكومة الحرب" يعني إجرائيا منح السعودية حق الاحتفاظ بالرد بالطريقة التي تراها مناسبة إما بنفس الشكل كما اتهمت حزب الله بإطلاق صاروخ باليستي من اليمن على مطار الرياض، أو تقديم شكوى بحق لبنان إلى جامعة الدول العربية أو مجلس الأمن بالأمم المتحدة، ورفع قضايا تعويض في حالة وقوع خسائر.
وأضاف سمير، أن المشهد السياسي الحالي يفرض تعامل أخرى بعيدا عن تلك المصطلحات، حيث من المتوقع أن تدعم المملكة أي خيار عسكري ضد حزب الله في سوريا ولبنان.
وأشار سمير، إلى إمكانية حدوث ضربة استباقية قريبا من إسرائيل ضد حزب الله بعد نشاطه الشديد في اليمن، وسيطرته على مناطق استراتيجية واضحة خاصة في الحدود الجنوبية في سوريا ولبنان، وحصوله عل سلاح متطور مؤخرا من إيران.
ووصف خبير العلاقات الدولية، الاتصالات بين الحريري وعون وبري بأنها محاولة لطمأنة الجبهة الداخلية والخارجية، بعد تصاعد المخاوف بشأن إمكانية وجود أزمة اقتصادية أو تحول الصراع السياسي إلى صراع مسلح، مشيرا إلى وجود فراغ بالشوارع في لبنان بعد إعلان سعد الحريري استقالته، كدليل على مخاوف المواطنين مما قد يحدث.