عاملو "بركة غليون": المنطقة تحولت من "طريق موت" لـ"خلية نحل"
عمال في "بركة غليون"
خطة طموحة سارعت الدولة والقيادة السياسية لتحقيقيها والانطلاق من الحلم وتحويله إلى فكرة والعمل على تنفيذه، ففي غضون شهور قليله أصبح لدينا أكبر مشروع استزراع سمكي سيتم افتتاحه خلال الساعات القليلة المقبلة.
مشروع الاستزراع السمكي يوفر ما يقرب من 5 آلاف فرصة عمل للشباب بين عامل وفني ومهندس ودكتور وخبراء، فمثل هذه المشروعات تعمل على تقليل فرص هجرة الشباب إلى الخارج.
محمود عبد البر، شاب في مقتبل عمره لم يتجاوز 20 عامًا، يقول في حديثه لـ"الوطن": "ولدت لأسرة فقيرة، وكان نفسي أعمل زي واحد عندنا في البلد سافر للخارج، وغيره كتير، وفي الحقيقة حاولت أكثر من مرتين السفر عن طريق البحر من خلال سمسار سفر بالاتفاق مع أحد أصحاب القوارب التى كانت تمر برشيد حملتني أنا وناس كتير في سني ويمكن أصغر، وفي المرتين شفت الموت بعيني وتم إحباط المحاولة مرة من خلال حرس حدود السواحل المصرية، ومرة أخرى من خلال السلطات الإيطالية بعد أن ضبطنا وقامت بترحيلنا إلى مصر، مبقاش ينفع استلف من حد تاني، وقررت أن اتخلى تماما عن فكرة السفر.
ويضيف عبد البر: "اشتغلت على أحد مراكب الصيد، حتى علمت بالمشروع الذي يتم تنفيذه في غليون، فذهبت وطلبت العمل وتم توفير فرصة عمل لكل من جاء"، موضحًا أن أرض المشروع كانت صحراء لا أحد يستطيع المرور بها.
وقال الشاب العشريني: أعمل الآن بأحد منشآت المنطقة الصناعية للشركة الوطنية لتمنية الثروة السمكية والموارد المائية، متابعًا: "لا أحد يستطيع الحلم بأن تعمر هذا المنطقة، لكن الأن أعمل بأحد المشروعات بها دون مخاطرة الموت مع أصدقاء لي من كفر الشيخ ومن البحيرة والإسكندرية".
وأشار السيد سالم من قرية مطوبس بكفر الشيخ، خريج كلية الدراسات الإسلامية بجامعه الأزهر، أنه يعمل مشرف عام بإحدى مصانع أكبر منطقة صناعية للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط في غليون.
وأكد أهمية المشروع لأهالي كفر الشيخ ومصر، قائلا: "مشروع مصري ناجح وهيكبر وسيعم الخير على مصر".
وأوضح حسن السيد، عامل من الإسكندرية، أنه علم بالتقديم لمشروع يتم تنفيذه في بركة غليون من الشركة الوطنية للاستزراع السمكي والتحق فعليا في أقل من 48 ساعة كان أحد عمال هذا الصرح الذي تم تنفيذه للمواطنين، مشيرًا إلى أن المنطقة منذ عام كانت طريق الموت بما أنها معبر للهجرة غير الشرعية والتى اختلفت الآن بأنها خلية نحل للعمل والإنتاج.
وأكدت رانيا عصام، طبيبة بيطرية خريجة جامعة الإسكندرية 2017 أنها ألتحق بالعمل بمشروع الاستزراع السمكي، لافتة إلى أن الشركة الوطنية للاستزراع السمكي والتنمية المائية ترتقي لأعلى موصفات الإنتاج لتوفير كل وسائل الجودة للمستهلك وسلامة جميع المراحل حتى تصل للمواطنين.
وأكدت الباحثة مها محمد خريجه كلية علوم الثروة السمكية بجامعة كفر الشيخ 2017 على تيسير مراحل التقديم للعمل بمشروع الاستزراع السمكي التابع للشركة الوطنية للاستزراع السمكي بغليون، حيث حصلت على العمل بعد اجتيازها للاختبارات والمقابلة الشخصية دون وساطه.
وأشارت إلى ما تقوم به مع زملائها في وحدة مكثف للإنتاج السمكي والتحكم في زيادة الإنتاج مع الوصول لأعلى معايير الجودة المطابق للمواصفات العالمية.
وقالت الدكتورة هبه حسن، من معهد بحوث الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة، أن المعامل البحثية بمشروع الاستزراع السمكي بغليون تقوم بإجراء اختبارات وأبحاث لكافة منتجات المشروع من أعلاف وأسماك باختلاف أنواعها لمطابق بالمواصفات العالمية.
وأوضحت: أن مهام المعامل البحثية بالمشروع أن تضمن سلامة وجودة المنتجات المزروعة بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة العالمين والبيئة، لافتة إلى أن هدف المشروع الحصول على شهادة الأيزو.
وأشارت الدكتورة هند كرم معهد بحوث الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة، إلى أن التعاون والتناغم بين جميع العاملين بمعامل بحوث مشروع الاستزراع السمكي بغليون لا فرق بين مدنيين وعسكريين، فكل عامل له مهامه وعلى عاتقه مسؤلية الوصل بتنفيذ أفضل النتائج وتحقيق أعلى معدلات الجودة والسلامة للعاملين والمنتج والبيئة.
وقال الدكتور محي الدين عبد الفتاح، أستاذ بكلية العلوم جامعه قناة السويس: "فخر لكل مصري ما تم ويستهدف من مشروع أكبر منطقة صناعية للاستزراع السمكى بالشرق الأوسط في غليون".
وصرح عبد الفتاح عن تأسيس مدرسة صناعية ثانوية للاستزراع السمكي لاستكمال احتياجات المشروع.
وأشار إلى أن إمكانيات المعامل البحثية بمشروع الاستزراع السمكي بغليون، لا تعمل فقط على الأمن الغذائي المصري بل للباحثين من خلال التعاون مع الجامعات المصري المختلفة وتوفير أحدث الأجهزة والإمكانيات في العالم.