الإرهاب يفجر مساجد الله
مسجد الروضة
استهدفت عناصر إرهابية المصلين فى مسجد بمنطقة الروضة بمركز بئر العبد، غرب مدينة العريش، بعبوة ناسفة زرعوها إلى جوار المسجد، وفجّروها أثناء خروجهم بعد انتهاء صلاة الجمعة، ثم أطلقوا الأعيرة النارية بكثافة تجاه الناجين من التفجير، ما أسفر عن سقوط 235 شهيداً و109 مصابين.
وقالت مصادر أمنية إن المسلحين استهدفوا مسجد الصوفية لحظة خروج المصلين بتفجير عبوة ناسفة زرعوها بجوار المسجد، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا، وأضافت: أن «الإرهابيين أطلقوا النيران على المصلين بوحشية لإسقاط أكبر عدد منهم فى محاولة للانتقام من أتباع الطريقة الصوفية المخالفة لعقيدتهم، وفق تفكيرهم، ولفتت إلى أن خبراء المفرقعات قدّروا زنة العبوة الناسفة بنحو 20 كيلو متفجرات، حيث تم سحب عيّنات منها لإجراء الفحص الجنائى لعملية التفجير، كما تم تنفيذ حملة تمشيط للمنطقة بحثاً عن عبوات أخرى تحسباً لاستهداف قوات الأمن أثناء وصولها إلى مكان التفجير، حيث وصلت تعزيزات أمنية ضخمة بعد إطلاق العناصر المسلحة النار باتجاه سيارات الإسعاف أثناء نقل المصابين فى محاولة منهم لتعطيل وصولهم للمستشفيات».
235 شهيداً و109 مصابين فى عملية إرهابية داخل مسجد الروضة بالعريش ومصادر أمنية: تفجير عبوة ناسفة وإطلاق أعيرة نارية على الناجين
وأوضح مصدر أمنى بشمال سيناء أنه عقب التفجير أغلقت القوات مداخل ومخارج قرية الروضة، وحددت القوات منطقة الظهير الصحراوى التى من المحتمل أن تكون وسيلة هروب منفذى الهجوم على المسجد، بالتزامن مع حملات تمشيط موسعة برية وجوية، فى محاولة لرصد تحركات المتهمين، وكشف المصدر أن لجوء العناصر الإرهابية لاستهداف المصلين دليل قوى على الضعف الذى وصلت إليه الجماعات الإرهابية فى سيناء وما أصابها من وهن بعد ضربات الجيش المتلاحقة لهم والتى كبدتهم خسائر فادحة، ولأنهم أصبحوا غير قادرين على مواجهة القوات تفرغوا لاستهداف المدنيين، لإثبات أنهم ما زالوا موجودين.
وأكدت مصادر قبلية أنه أثناء صلاة الجمعة فجّرت عناصر إرهابية عبوة ناسفة زرعوها بجوار المسجد، بدعوى أن المسجد تابع للصوفية التى تكفّرها تلك الجماعات الإرهابية، وحاول المصلون الهرب إلا أنهم فوجئوا بالعناصر الإرهابية تستهدفهم بإطلاق الرصاص المباشر عليهم، وأضافت المصادر أن العناصر الإرهابية زرعت العبوة الناسفة وفجّرتها بهدف إرهاب المصلين وجعلهم يتدافعون على أبواب المسجد ثم أطلقت الرصاص الحى عليهم، للتأكد من مقتل أكبر عدد ممكن من المصلين، وتحولت الساحة المواجهة للمسجد إلى بركة من الدماء.
شهود عيان: 6 مسلحين نفذوا العملية وهربوا بسيارة دفع رباعى بعد وصول تعزيزات أمنية لمكان الحادث.. والأهالى يشاركون فى نقل المصابين بسياراتهم.. و«الإسماعيلية» تدفع بفريقين طبيين و20 سيارة إسعاف.. واستنفار أمنى بجنوب سيناء حول المساجد والكنائس.. وطوارئ بالمستشفيات لاستقبال المصابين
وأشار شهود عيان إلى أن ما يقرب من 6 مسلحين انتظروا المصلين خارج مسجد الروضة، وعقب الانفجار أطلقوا النار بشكل مكثف تجاه أبواب المسجد وهم يرددون «الله أكبر.. الله أكبر».
وأوضح الشهود أنهم سمعوا أحد المسلحين وهو يردد «اقتلوا خوارج الأرض.. اقتلوا الكفرة»، وأضافوا أن الشهداء كانوا يتساقطون بشكل لا يستوعبه العقل أمام المسجد، وتناثرت الدماء هنا وهناك حتى غطت المنطقة المحيطة بالكامل، لافتين إلى أن إطلاق النار استمر لمدة 20 دقيقة، وبعدها استقلت العناصر الإرهابية سيارة دفع رباعى ولاذت بالفرار.
واتشحت قرية الروضة بالسواد بعد مقتل العشرات من أبنائها، وهى المرة الأولى التى يتم فيها استهداف المصلين، وشارك الأهالى فى نقل الشهداء إلى داخل المسجد وتوفير الأغطية لتغطية جثثهم، كما ساهموا فى نقل المصابين بسياراتهم الخاصة إلى مستشفى بئر العبد المركزى لسرعة إنقاذهم وتقديم الإسعافات الأولية لهم، خاصة أن هناك حالات حرجة بين المصابين تستدعى العلاج السريع ونقل الدم، ووصف شهود العيان الحادث بالبشع نظراً لاستهدافه المدنيين العزل أثناء خروجهم من صلاة الجمعة، دون أن يتوقع أحد هذا الحادث على الإطلاق.
ووجهت مديرية الصحة بشمال سيناء إلى الدفع بـ15 سيارة إسعاف لنقل المصابين والقتلى لمستشفى العريش العام، ونظراً لارتفاع أعداد الشهداء والمصابين، شارك الأهالى فى نقل المصابين من المسجد للمستشفى باستخدام سيارات «ربع نقل وتكاتك»، وتوافد المواطنون من مناطق مختلفة بمركز بئر العبد ومدينة العريش على المستشفى للتبرع بالدماء للمصابين لإنقاذ حياتهم، فيما دفع مرفق الإسعاف بالإسماعيلية بـ20 سيارة إسعاف توجهت إلى شمال سيناء لنقل مصابى مسجد الروضة، وأكد مصدر طبى مطلع بالمحافظة أنه تم إعلان الطوارئ بمستشفيات القنطرة شرق وغرب وكذلك مستشفى الإسماعيلية العام، لاستقبال المصابين، فضلاً عن إرسال فريقين طبيين إلى سيناء، لافتاً إلى أن الحالات المتوسطة سيتم إدخالها إلى مستشفى القنطرة شرق والحالات التى تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة سيتم تحويلها إلى مستشفى القنطرة غرب والعام.
من ناحية أخرى، شهدت محافظة جنوب سيناء حالة من الاستنفار الأمنى بداية من طابا وحتى رأس سدر، عقب وقوع انفجار مسجد «الروضة» بالعريش، وشددت الأجهزة الأمنية إجراءاتها بتفتيش كافة السيارات وفحص هويات المقبلين والمغادرين لمحافظة جنوب سيناء منعاً لتسلل أى من العناصر التخريبية إلى أراضى المحافظة، وأكد اللواء صبرى الجمال، مدير أمن جنوب سيناء، أنه تم تكثيف الوجود الأمنى حول دور العبادة «الكنائس والمساجد» بالإضافة إلى الانتشار الأمنى المكثف بالمدن السياحية، خاصة شرم الشيخ التى تستعد لاحتفالات الكريسماس، حيث تم نشر عدة أكمنة ثابتة ومتحركة على طول الطرق الداخلية والخارجية لمدن «شرم الشيخ وطابا ونويبع ودهب» وتم توسيع دائرة الاشتباه.
الأجهزة الأمنية تغلق مداخل ومخارج قرية الروضة وتنفذ حملات تمشيط برية وجوية موسعة فى منطقة الظهير الصحراوى لمطاردة الإرهابيين
وأشار إلى تكثيف قوات الأمن وجودها على جميع مداخل ومخارج الكنائس وغلق جميع الطرق المؤدية إليها ووضع بوابات إلكترونية على مدخل كل كنيسة، بالإضافة إلى ترك حرم أمان مناسب بمحيط جميع الكنائس ووضع كاميرات مراقبة على أسطح الكنائس بكافة الاتجاهات، وأضاف مدير الأمن أنه توجد خطة أمنية محكمة للسيطرة على كل الطرق والمداخل المؤدية إلى دور العبادة ونشر ضباط ورجال أمن سريين لضبط أى مشتبه به.