قرر أطباء الأمراض الجلدية المصريون، فى موقف جماعى، مقاطعة مؤتمر الأكاديمية الأوروبية، الذى سيعقد فى إسطنبول فى بداية أكتوبر القادم، رفضاً للموقف التركى المتعنت مع الوطن والمساند لعصابة الإرهاب الإخوانية على طول الخط، موقف وطنى مشرف من أساتذة كبار محترمين، فبرغم أن الجميع قد جهز نفسه بالتسجيل فى المؤتمر منذ عدة شهور، فإنهم غلّبوا مصلحة الوطن على مصلحتهم الشخصية، وللعلم سمعة وشهرة أساتذتنا فى الأمراض الجلدية على مستوى العالم تجعلهم دائماً ملء السمع والبصر، منذ أن كان رواد هذا العلم مراجع بشرية متحركة للقاصى والدانى من أطباء الجلدية فى العالم، الأمريكان والأوروبيين، ويندر حتى هذه اللحظة أن تجد مرجعاً عالمياً فى علم الأمراض الجلدية لا يوجد بين سطوره إسهام لأستاذ مصرى من أحفاد عمداء هذا التخصص، الظواهرى والحفناوى والمفتى وغيرهم، ممن تركوا بصمات لا تمحى على المستوى الطبى والإنسانى، وعندما تحدثت مع أستاذى د. صالح الشيمى، أستاذ الجلدية بطب عين شمس، حول تفعيل هذه المقاطعة حتى لا تكون مجرد انفعال وقتى، ولكى تحقق هدفها ومرادها ورسالتها ويحس بها كل الموجودين من كافة أنحاء العالم فى أكبر تجمع أطباء جلدية يتم كل عام، قلت له لا بد من إصدار بيان تتم ترجمته وإرساله لرئيس المؤتمر ورئيسى الجمعية الأوروبية والأمريكية للأمراض الجلدية وإلى كل الأطباء الأصدقاء للأساتذة المصريين، ولو بشكل شخصى، حتى نعلن للعالم أجمع أن حرب مصر ضد الإرهاب ليست معركة حدودها الوطن بل يجب أن تكون حدودها العالم كله، وأن مواقف حكومات الأمريكان والأوروبيين المتخاذلة التى تحكمها المصلحة وتوجهها أصابع أكبر تنظيم إرهابى دولى لا بد أن تتغير وتحس شعوبها بخطورة هذا التواطؤ، كلفنى د. صالح بكتابة هذا البيان وهذه صيغته:
«السيد رئيس المؤتمر والسيد رئيس الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية.
تحية من مصر لكافة أطباء الأمراض الجلدية، من كافة أنحاء العالم، وأمنياتنا بنجاح مؤتمركم على المستويين العلمى والتنظيمى، تحية من مصر فجر الضمير وصانعة الحضارة، والتى تتعرض الآن لأعنف وأخطر موجة إرهاب تهدد حضارتها وضميرها الإنسانى ووجودها نفسه، واعتذار من كافة أطبائها الذين كانوا يتمنون حضور هذا المؤتمر ومنعهم وحال بينهم وبين الحضور إقامته على أرض تركيا، البلد الذى يقود الآن حملة منظمة لكسر إرادة هذا الشعب المصرى وتركيع هذا الوطن، الذى يحارب نيابة عن العالم ضد أخطر تنظيم إرهابى خرج من بين أحفاده من دمر وخرب وأحرق على مستوى العالم كله، من مركز التجارة العالمى فى أمريكا حتى مقار السفارات ومحطات المترو، وقتل الأبرياء ولم يستثن حتى أبناء وطنه وأشقاء دينه، للأسف فضلت تركيا مصلحة التنظيم الإخوانى الذى تتزعمه دولياً وتسانده وتدعمه مالياً وسياسياً على مصلحة وطنها ومصلحة صورة الدين، الذى تزعم بأنها تدافع عنه، ولذلك نعلن نحن الأطباء المصريين رفضنا لكل الممارسات التركية المنحازة ضد الشعب المصرى، وانسحابنا من المؤتمر واعتذارنا عن عدم المشاركة فى فعالياته مع أمنياتنا بالنجاح والتوفيق».