رئيس «منتدى حوض نهر النيل»: فشل وتجميد المفاوضات كان متوقعاً.. والوضع فى ملف سد النهضة «صعب»
الدكتور عماد الدين عدلى
قال الدكتور عماد الدين عدلى، رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية، رئيس المنتدى الدولى لحوض نهر النيل السابق، إن إثيوبيا قدّمت معلومات مضللة للمكتب الاستشارى المنوط به إعداد الدراسات الخاصة بسد النهضة، مما أثر بالسلب على إعداد الدراسات وكان سبباً فى فشل التوافق بين الدول الثلاث.
وأوضح «عدلى» خلال حواره لـ«الوطن» أن الوضع فى ملف النهضة حالياً صعب، وأن فشل التوافق الأخير فى الاجتماعات الثلاثية بالقاهرة منتصف نوفمبر الحالى كان متوقعاً.. وإلى نص الحوار:
كيف تقرأ الوضع الراهن لملف سد النهضة؟
- سد النهضة هو بداية الحوار والتعاون الإقليمى بين دول حوض نهر النيل وليس النهاية، والحقيقة الدامغة أن العلاقة بين دول حوض النيل دائمة حتى انتهاء الحياة، مشيراً إلى أن النيل هو المصدر الرئيسى للمياه فى مصر والاعتماد عليه يزداد، وكلما زاد عدد السكان زادت قيمة نقطة المياه، والوضع حالياً صعب، لأن الحوار بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة «كان فيه كلام حلو كتير، لكن لا يطبّق على أرض الواقع».
د. عماد الدين عدلى لـ«الوطن»: إثيوبيا قدّمت معلومات مضللة للمكتب الاستشارى لسد النهضة
وهل كان متوقعاً فشل الجولة الأخيرة فى المفاوضات؟
- كان متوقعاً بالطبع، و«محدش يقدر ينجم»، لكن الممارسات الواضحة من الجانب الإثيوبى أكدت أننا سنصل إلى الوضع الراهن من تجمّد المفاوضات.
يتردّد أن مصر أخطأت فى التوقيع على اتفاقية المبادئ فى 2015، ما رأيك؟
- عندما وقّع الرئيس السيسى اتفاقية المبادئ فى 2015، اعتبر البعض أن الاتفاقية بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار إثيوبيا فى بناء السد دون اشتراطات، لكن لم يكن هناك بديل، وهذا التوجّه السياسى من رئيس الدولة صحيح، لأنه أعطى إثيوبيا فرصة للتفكير وإبداء حُسن النوايا.
وما الذى يجب على الجانب الإثيوبى أن يفعله؟
- كان على الطرف الإثيوبى أن يكون متعاوناً أكثر ومتفاهماً ومرناً أكثر فى وضع برنامج لإدارة السد بشكل يجعل مصر فى حالة اقتناع وإحساس بالأمان، بما يقوم به الجانب الإثيوبى.
وأين تكمن حقيقة الأزمة؟
- حقيقة الأزمة تكمن فى عدم تعاون إثيوبيا فى إعطاء البيانات اللازمة، التى يستطيع أن يحقق العلم هدفه من خلالها، واستخراج أحسن الطرق التى سيتم إدارة السد فى ظل أسوأ السيناريوهات، وذلك على اعتبار أقل معدل للمياه وليس أعلى معدل لمياه النهر حتى لا يكون هناك دمار لمجتمع بالكامل، فلا بد من توضيح أساليب الإدارة، بناءً على أسوأ الفروض.
ولكى نصل إلى أسلوب إدارة صحيح تقتنع به دولة المصب لا بد أن يكون لدى المكتب الاستشارى من المعلومات ما يكفى، من أجل أسلوب إدارة صحيح، وفى حالة عدم الحصول على المعلومات بالشكل المطلوب أو الكمية المطلوبة سيتم التأثير على نوع ونتائج الدراسة، وهذا ما استشعرناه فى الأسبوعين الماضيين عندما ظهر جلياً عدم تعاون الجانب الإثيوبى.
وهل الجانب الإثيوبى يعطى معلومات مضللة مثلاً؟
- لو المعلومة مش موجودة، أو طلبت عشر معلومات وحصلت على خمس، فهذا يعد نوعاً من أنواع التضليل ويؤثر على نتائج الدراسة «لأنه لما تعطينى أرقام ومعلومات غير مكتملة هتطلع لى نتائج مختلفة».
وكيف نصل إلى حل للأزمة الراهنة؟
- لا بد أن يكون الموقف المصرى والسودانى موحداً للضغط على الجانب الإثيوبى، ورئيس الوفد السودانى المفاوض فى الاجتماعات الثلاثية لسد النهضة أكد خلال كلمته بالمنتدى أن التعاون هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، لكن لا بد أن يكون التعاون مثمراً «ماينفعش نقول العملية نجحت والمريض مات «وفيه مواطنين بيعانوا حالياً».
وما دور المجتمع المدنى؟
- المنتدى الدولى لحوض نهر النيل استطاع بناء قاعدة اتصال بين منظمات المجتمع فى دول حوض النيل لوضع أحسن الحلول، لإرضاء جميع الأطراف، والتنمية المستدامة الإيجابية لكل الأطراف وغير المستدامة أن يكون هناك طرف إيجابى والطرف الآخر سلبى، وسد النهضة يُعد تنمية غير مستدامة، لأن تأثيراته سلبية على مصر والسودان ويخفّض حصتهما المائية، فى حين يُحقّق إيجابيات لإثيوبيا.
وما المخرج من هذا المأزق؟
- لا بد من ممارسة جميع أنواع الضغط واتخاذ كل الأساليب الرسمية والقانونية والشرعية والدبلوماسية، وأنا أدعو باستمرار لأن يكون هناك حوار متصل حول هذا الموضوع فى وجود خبراء من الخارج، لكن نحن نتحدث مع أنفسنا فلا بد من خطة واضحة للتنقل بالمؤتمرات الدولية وتوضيح التعنّت وتضليل الجانب الإثيوبى للمعلومات.