"تميمة المولد" في السيدة والحسين.. شوادر العرائس وياسين التهامي
المولد النبوي الشريف في السيدة زينب
يقتفون أثر النبي محمد سنويًا، بزيارة أماكن ارتبطت بأسماء أحفاده "الحسين" و"السيدة زينب"، تفوح بين أرجائها الابتهالات الدينية ومظاهر الاحتفال المميزة عن كل المناطق في يوم المولد النبوي الشريف، وكأن الروح الهائمة تجد ضالتها في يوم مولده بطقوس سنوية ينتظرها مرتادو "الحسين" والسيدة زينب".
الشيخ ياسين التهامي، المنشد الديني الشهير، ينتظره المحتفلون بالحسين في المولد النبوي الشريف كل عام، "أهم حاجة في الحسين إن بيجيلنا الشيخ ياسين التهامي كل سنة، وميعتبرش في مولد من غير ياسين التهامي"، بحسب ما قال خميس إبراهيم، الذي وصف به شعوره عند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الحسين، مضيفًا "بستنى بقالي 10 سنين المولد كل سنة علشان ياسين التهامي".
ويلتقط صالح سليم، صاحب أحد متاجر حلويات المولد بمنطقة الحسين، أطراف الحديث من "إبراهيم" ليقول "كفاية أن النبى يبقى جد الحسين، مينفعش نحتفل بعيد عن هنا"، ويستكمل الحديث "أحمد"، الرجل الخمسيني، بقوله: "هنا كل حاجه مختلفة، جو مختلف، حتى الحلويات هنا مش زى برا، في أي مكان برا مش موجود إلا الحاجات العادية، لكن هنا أساس الحلويات، بنيجي كل سنة أنا وأسرتي نصلي العشا من قبل المولد بيوم ونستنى لتاني يوم ونسمع الشيخ ياسين التهامي وناكل الحلاوة"، تلك عادة "عم أحمد" منذ 10 سنوات، كل عام في هذ الموعد يحضر احتفالات المولد النبوي في الحسين كعادة تأصلت فيه منذ الطفولة واستكملها مع أسرته ليورثها لأهل بيته.
أماكن شعبية قديمة ما زالت تحتفظ بتقاليدها التراثية التي لا يستطيع أى مكان منافستها فيه، "السيدة زينب" هنا أساس المولد وأساس الاحتفال، يحكي الدكتور خالد، أن السيدة زينب كانت المنطقة الأولى التي شهدت صمع عرائس المولد "أنا بجمع أهلي كل سنة وأنزل بيهم وأشتري لأحفادي عرايس المولد، وبتفضل ذكرى جميلة جوانا، ومقدرش احتفل في أي مكان إلا السيدة زينب".
يجلس الرجل الخمسيني على أحد الكراسي أمام أحد متاجر الحلوى والعرائس بالسيدة زينب وحوله عائلته، عاداته وتقاليده التي اعتاد عليها في التوجه إلى السيدة زينب تحديدا حيث أنها القبلة الرئيسية للعرائس والحلوى منذ القدم، وهو ما جعل زوج ابنته "سمير" أيضا للتوجه معه، يقف حاملا صغيرته تختار عروستها: "السيدة زينب ليها طعم تاني، وفرحة بالنسبة للأولاد وبننزل علشانهم يختاروا كل اللى نفسهم فيه".
"لجل النبي لجل النبي لجل النبي"، تستمع لنغمات تلك الأغنية في كل خطوة تخطوها قدماك مقتربًا من "شوادر" الحلوى وعرائس المولد التي تملأ أرجاء ميدان السيدة زينب، وتزيدك روحانيات هذا المكان شعورًا دافئًا كلما تقدمت خطوة في اتجاهها، طقوس تدخل البهجة على سكان المنطقة كل عام، المهندس علاء رجلٌ في العقد الخامس، يقطن منطقة السيدة زينب منذ سنوات عديدة "في السيدة بحس إن في بهجة وروحانيات مختلفة، تحس إن الناس ماشية فرحانة، الجو العام في الاحتفال مختلف، الشوادر، الزينة".