باحث إسلامى من أبناء «كرداسة»: المدينة نموذج لـ«رابعة».. والقيادات هربت وتركت الغلابة
فى أحد مساجد كرداسة، الواقعة غرب محافظة الجيزة، حاول الدكتور أشرف محمد أحمد، أحد مواطنى كرداسة، الوصول إلى رواد المسجد للتخفيف من حدة ما يصفه بالتشدد الدينى المهيمن على ما يقارب الـ90% من مساجد المدينة التى شهدت حادث اقتحام قسم شرطة كرداسة، الذى أسفر عن مقتل 43 من ضباط ومجندى الشرطة والتمثيل بجثث عدد منهم.
الساحة الدعوية فى كرداسة، بحسب ما يوضحه الباحث الإسلامى، متعددة الجوانب؛ ففيها الإخوان والجماعات السلفية على تنوعها، والسلفيون فى كرداسة منهم من انضم للإخوان، بعد الثورة، ومنهم من أراد الدعوة ولم ينضم للإخوان، إلا أن الفئة الكبرى هى التى انضمت للإخوان، أو على الأقل انضمت لهم خلال المسيرات والفعاليات.
المساجد فى كرداسة يسيطر عليها الإسلاميون المتشددون، بحسب قول «أشرف»: «أتباع التيار الدينى المتشدد يسيطرون على نحو 90% من مساجد كرداسة؛ لذا فهم يعارضون أن يظهر صوت أكثر اعتدالاً منهم ويرفضون تماماً عقد أى دروس لتوعية الناس دينيا على أساس عقلى ومنطقى».
قبل الحادث بشهور، حاول الباحث الإسلامى احتواء ما يصفه بالتشدد الدينى فى كرداسة؛ فعقد درساً لتقديم نمط جديد من التفكير الدينى لم يعتَده المصلون فى مساجد كرداسة، ويقول: «عندما حاولت وعندما حاول غيرى الصعود إلى منابر كرداسة قوبلنا بعنف شديد من المتعصبين؛ حيث يلجأ المتشددون دائماً إلى سياسة الصوت المرتفع، ولأننا مجتمع متداخل بشدة فإنهم يسعون لتصوير كل من حاول تصحيح بعض المفاهيم الخاصة بالدين على أنه يخالف المجموع».
تلقى «أشرف» أنباء اقتحام القسم وقتل من بداخله من مجندين وضباط بأسف وحزن، ويقول: «أى مسلم حقيقى معتدل يرفض أى عنف، مش بالضرورة العنف موجه ضد مين، ضابط شرطة أو غيره، ديننا لا يحض على العنف».
وأضاف: «الأوضاع فى كرداسة لا ترضى أحدا؛ لذا حاولت إقناع المتشددين بالعدول عن موقفهم، وأن محاولاتهم فى فرض سطوتهم على البلد لن تجدى نفعاً.
يقيس «محمد» ما حدث فى كرداسة، فى أعقاب حادث قسم الشرطة، على ما حدث إبان فض اعتصام «رابعة العدوية»، ومقتل مئات المعتصمين والقبض على بعضهم، فى حين نجا قياديو الاعتصام، ويقول: «فى كرداسة حدث ما حدث فى اعتصام (رابعة)؛ حيث كانت أصوات القيادات مرتفعة جداً حتى وقعت الحادثة، وقتل ضباط الشرطة ففوجئنا بأن القيادات كلها اختفت ولم يتبقَّ إلا الغلابة فى الواجهة، تماماً كما جاء فى القرآن حيث يقول الله: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا)».
أخبار متعلقة :
تجار الشارع السياحى: بنينا اسم كرداسة فى سنوات.. فضيّعه الإرهابيون فى نصف ساعة
الأهالى: لسنا إرهابيين.. و«إخوان» القرى المجاورة شوهوا صورتنا
باحث إسلامى من أبناء «كرداسة»: المدينة نموذج لـ«رابعة».. والقيادات هربت وتركت الغلابة
وقت «الحظر».. هدوء وترقب عند المداخل وحركة فى قلب المدينة والمحلات تغلق قبل المغرب
الجماعات المتطرفة والبلطجية يفرضون سيطرتهم بـ«قوة السلاح»
وكر آمن للجماعات الإسلامية.. بلطجية ومسلحون بالشوارع ليلاً.. والأهالى مختبئون فى منازلهم