بعد 23 عاما من وفاته.. أبناء "عثمان" يكتشفون مصحفا بخط يده: عاوز ثواب
ساعات طويلة من الزمن يقضيها في عزلة مع الله، لايخبر أحدا ماذا يفعل داخل غرفته الصغيرة، يقرأ آيات القرآن بعينيه ويتلوها همسا بلسانه ويبرع في رسم حروفها بيده على أوراق كثيرة، متبعها بتفاسير ومعانٍ الكلمات، وظل هكذا كثيرا حتى انتهى من كتابة كتاب الله كاملا كعلم نافع ينتفع به من حوله بعد وفاته، لينل ثوابا مضاعفا قراءة وتلاوة وكتابة وعمل صالح لاينقطع.
ترك عثمان محمد حسن، بعد وفاته، القرآن الكريم كاملا مكتوبا بخط بيده مشكلًا ومفسرًا، كما لو كان مصحفا مطبوعا، رغبة منه في ترك عمل صالح له في الدنيا، عثر عليه أولاده وأحفاده صدفة بعد وفاته بنحو 23 عاما، بعد أن استأجروا شقتهم لأحد الأفراد، وأثناء نقلهم محتويات الشقة لاحظوا كمية كبيرة من "الأجندات" مكتوب بها القرآن وتفسيره وأخرى خصصها لكتابة بعض الأحاديث، وفقا للسيدة سحر، أحد أبنائه الستة.
بعد أن لاحظ زوجة وأبناء الحاج عثمان، الذي كان يعمل مدرس رياضيات، غيابه لمدة ساعات داخل غرفته تساءلوا عن السبب ليفاجئوا بما يفعله، وحسب حديث السيدة سحر لـ"الوطن": قال لنا "أنا كل حرف بكتبه وبقراه بعشر حسنات ومن بعدي هاخد نفس الثواب لكل واحد يقرا فيه، ونسينا الموضوع ومحدش كان عارف مكان الأجندات دي لحد ما لقيناهم في مكتبة في البيت واحنا بننقل العفش".
لم يكتف الحاج عثمان بكتابة القرآن وبعض الأحاديث ومعانيهما، بل كتب قصص الأنبياء أيضا، وقرر أولاده الست من بعده توزيع هذه الكتب على بعضهم بالتساوي، "بنقرا فيهم دايما عشان ياخد الثواب".