لا شك أنه بمرور الزمن تتقدم الأمم التي تواكب سرعة التطور وفي نفس الوقت تحاول الحفاظ على هويتها التي تتوارثها مع الأجيال المتعاقبة تباعا وعلى الجانب الآخر هناك من اندثرت وأصبحت مجرد صفحات في كتب يعتليها التراب على أرفف مكتبة ما في مكان غير معروف يتباكى عليها ما تبقى منها، ورغم قسوة قطار التطور إلا أن هذا هو قانون الأبيض والأسود الذي لم يعترف يوما ما باللون الرمادي الذي أصبح شعار المرحلة الحالية التي نعيشها الآن بكل ما تحمله كلمة رماد من معاني تظهر في مناسبات مختلفة.
مع أقرب "تريند" عم النسيان على الجميع واتجهت سيوف الحرب عائدة من الأقصى المغتصب إلى موقعه جديدة ولكنها هذه المرة تحمل جميع أوجه التناقض الذي قد يثير الاشمئزاز بعد انتشار صورة لمباراة "الإسكواش" التي تجمع بين اللاعبتين نور الطيب وسلمي هاني في بطولة العالم بلندن، بدلا من أن يتحدث الجميع عن الحدث الأهم بصعود لاعبة مصرية إلى ربع النهائى وتشجيعها على الفوز بالبطولة، تحولنا نحن أصحاب المراكز الأولى في مشاهدة المواقع الإباحية إلى الحديث عن زي اللاعبة وحيثيات ظهور الركبة وأمور أخرى كثيرة، ولم تسلم عائلتها من السباب بأفظع الشتائم ، أصبحنا نستخدم الدين مجرد أداه لإظهار العضلات لأهداف غير متعلقة بالدين نفسه بقدر تعلقها بأمور أخرى خفية تظهر في الغرف المغلقة وأحاديث "الشات" فقط، مع تراكم الأحداث التي تظهر ردود الفعل التي ليس لها علاقة بالضمير أو العقيدة، وهناك الكثير من الدلائل تكشف ما بين الصدور، وربما يكون هذا هو أحد الأسباب التي حولتنا خارج نطاق المنافسة في معركة الأبيض والأسود وأصبحنا نعيش في دائرة مغلقة ما بين محاولة الحفاظ على الهوية ومواكبة الأحداث، نسير وكل المؤشرات ليست في صالحنا فهل نستطيع في يوم ما الخروج من الدائرة بأقل الخسائر؟!