للمرة الأولى.. المبعوث الأممي لسوريا يعترف بفشل مفاوضات جنيف
صورة أرشيفية
للمرة الأولى منذ انطلاق محادثات جنيف بشان سوريا قبل 4 سنوات، يعترف المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالفشل، وللمرة الأولى يُحمّل علنا مسؤولية هذا الفشل إلى أحد طرفَيْ المحادثات، وهو وفد الحكومة السورية، بسبب رفضه، كما قال، إجراء أي محادثات مع وفد المعارضة قبل سحب بيان الرياض الذي يطالب برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة عند بدء المرحلة الانتقالية، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية.
ومع انتهاء الجولة الثامنة من المحادثات والتي عقد خلالها دي ميستورا 7 لقاءات مع وفد النظام و11 لقاءً مع وفد الحكومة، بدا واضحا أن المبعوث الأممي يحتاج مجددا إلى دعم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، والتي التقى سفراءها أو مبعوثيها إلى محادثات جنيف، وأبلغهم بعدم حصول مفاوضات حقيقية خلال الجولة الثامنة.
وفي اليوم الأخير من المحادثات، وفي تصريحات لـ "العربية.نت"، قال دبلوماسي أوروبي يترأس وفد بلاده إلى جنيف إن "الولايات المتحدة تراجعت منذ بداية عهد دونالد ترمب عن دعم المعارضة السورية، وأصبح اهتمامها بالموضوع السوري أقل مما كان عليه عندما كان جون كيري وزيرا للخارجية" في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وأضاف المصدر نفسه أن الأمريكيين "شرحوا أولوياتهم وعلى رأسها محاربة تنظيم داعش، لكن ذلك لا يجب أن يعني عدم الاهتمام بإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية".
من جهة أخرى، أبدى الدبلوماسي الأوروبي استغرابه لما نُسب إلى المبعوث الأممي من قوله للمعارضة السورية إنها فقدت الدعم الدولي، مضيفا أنه و"على الرغم من اعتذار دي ميستورا فهو مخطئ في ما قاله لأننا، نحن الأوروبيين، من ألمانيا وإيطاليا إلى فرنسا وبريطانيا، ما زلنا ندعم المعارضة السورية".
وذهب المصدر الأوروبي في انتقاده المبعوث الأممي إلى حدّ القول إن دي ميستورا يجب أن يُسأل السؤال التالي: "ألا تعتبر أن مسار سوتشي الذي ترعاه روسيا فخّ لمسار جنيف؟ نحن نراه فخا"، حد تعيبره.
وتطرق الدبلوماسي الأوروبي إلى ما يتردد عن احتمال أن يلعب نائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع دوراً ما في المرحلة الانتقالية من خلال مشاركته في مؤتمر سوتشي مطلع العام المقبل، فقال إنه يعتبر الأمر "مجرد تكهنات"، لكنه لن يُفاجأ "إذا استخدمت روسيا هذه الإمكانية، خصوصا أن الشرع لم تتم إقالته بل وُضع في الإقامة الجبرية والدستور السوري يتيح لنائب الرئيس أن يتولى صلاحيات الرئيس".
وعما إذا كانت دمشق ستقبل بهذا الطرح، تساءل المصدر: "ومَن الذي قال إن المعارضة ستقبل به بالضرورة؟"، رغم كون الشرع من الشخصيات السورية التي تعتبر المعارضة أنها لم تلوّث أيديها بالدماء.
وفي ختام اجتماع عقده دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة مع سفراء الدول الكبرى ومبعوثيها إلى محادثات جنيف، قال المبعوث البريطاني الخاص حول سوريا مارتن لونجدن لـ"العربية نت"، حول موقف بلاده من مسار سوتشي الذي ترعاه روسيا، إن "بعض المبادرات يمكن أن تساعد أو لا تساعد، لكن وحدها عملية جنيف لديها شرعية يمكن أن تجلب لسوريا الانتقال السياسي الذي تحتاجه الآن".
وتطرق لونجدن إلى تركيز دي ميستورا على سلّتَيْ الدستور والانتخابات على حساب سلّة الحكم التي تتضمن الانتقال السياسي، فقال إنه يعتقد أن المبعوث الأممي يحاول أن يتطرق إلى القضايا الأقل تعقيدا، لكن الجميع يعرف أن بند الانتقال السياسي سيُناقش عاجلا أم آجلا لأنه في صلب القرار الدولي 2254 الذي تُجمع عليه كل أطراف النزاع.